يضل ابناء آدم يتصارعون مع ابليس وجنده الى ان تقوم الساعة ، والغلبة للذين آمنوا بالله وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
ويستفاد من آيات القرآن ومن قصة آدم وحواء ، ان آدم خلق للعيش على هذه الارض التي خلقها تعالى ، ولكن الله شاء ان يسكنه الجنة قبل ذلك ، ولعل مرحلة مكوث آدم في الجنة كانت مرحلة تحضيرية من اجل تاهيل آدم لتحمل مسؤوليات المستقبل والصعوبات الحياتية ومشاكلها التي سيواجهها وذريته في المستقبل.
وكذلك اراد الله تعالى ان يعطي درسا لابناء آدم بامكان العودة والتوبة الى الله بعد المعصية ، وان ابواب التوبة مفتوح ولا تسد الى الابد والى آخر لحظة من حياة الانسان ، بشرط ان يسارع للتوبة ويعاهد الله ان لا يعود لمثلها ، وعند ذلك يعود الى النعم الالهية والسعادة الابدية.
سؤال : هل ارتكب آدم عليه السلام ذنبا عندما اكل من الشجرة وخالف كلام الله؟
الجواب : يوجد ثلاث اجوبة :
1 ما ارتكبه آدم عليه السلام كان تركا للاولى كما ذكرنا ، حيث كان لا يليق بنبي الله آدم عليه السلام ان لا يأكل من تلك الشجرة ، وان كان الاكل منها غير محرم بل كان مكروها.
2 نهي الله عز وجل لآدم نهي ارشادي ، مثل قول الطبيب : لا تأكل الطعام الفلاني فتمرض ، والله سبحانه قال لآدم : لا تقرب هذه الشجرة فتخرج من الجنة ، وآدم عليه السلام في اكله من الشجرة خالف نهيا ارشاديا.
3 الجنة التي مكث فيها آدم لم تكن محلا للتكليف ولم تكن جنة الخلد ، بل كانت دورة اختبارية وتمهيدية لآدم عليه السلام كي يهبط الى الارض ، وكان النهي ذا طابع اختياري.
Página 32