عندما اسكنهما الجنة اباح لهما كل شيء فيها سوى شجرة واحدة نهاهما من الاقتراب منها والاكل منها ، وقيل : كانت شجرة « السنبلة ».
استغل الشيطان هذه الفرصة واخذ يوسوس لهما لانه اقسم ان يغويهما وذريتهما ، واخذ يعده ويمنيه بالمغريات مثل الخلود في الحياة ، وباتخاذه شكل الملائكة ، الى غير ذلك ، واقسم لهما انه من الناصحين لهما.
ولما سمع آدم كلام الشيطان اخذ يفكر في هذا الأمر ، وحيث انه لم يمتلك تجربة كافية عن الحياة ، ولم يكن قد وقع في حبائل الشيطان ، ولم يعرف انه كاذب ، كما انه لم يتصور انه يكذب بعد هذه الأيمان المغلظة.
ولهذا وقع في حبائل الشيطان ، وانخدع بوسوسته للحصول على ماء الحياة الخالدة والملك الذي لا يبلى ، ولكنه لم يحصل على اي شيء من هذا ، بل سقط في ورطة المخالفة والعصيان للاوامر الالهية.
وبمجرد ان ذاق آدم وزوجته من تلك الشجرة الممنوعة تساقط عنهما ما كان عليهما من لباس وانكشفت سوءاتهما وجردا من لباس الجنة الذي هو لباس الكرامة الالهية لهما.
ولما رأى آدم وحواء نفسيهما عاريين ، استحيا وعمدا فورا الى ستر نفسيهما باوراق الجنة : ( وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) (1).
وفي نفس الوقت جاءهما نداء من الله يقول : الم احذركما من الاقتراب والاكل من هذه الشجرة؟
الم اقل لكما : ان الشيطان عدو لكما؟ فلماذا تناسيتم امري ووقعتم في مثل هذه الازمة : ( قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن
Página 30