حسدا ، وشقاوة غلبت عليه فلعنه عند ذلك ، واخرجه عن صفوف الملائكة ، وانزله الى الارض ملعونا مدحورا فصار عدو آدم وولده بذلك السبب ، وماله من السلطنة على ولده الا الوسوسة ، والدعاء الى غير السبيل ، وقد اقر مع معصيته لربه بربوبيته.
قال : أفيصلح السجود لغير الله؟
قال عليه السلام : لا.
قال : فكيف امر الله الملائكة بالسجود لآدم؟
فقال عليه السلام : ان من سجد بأمر الله فقد سجد لله ، فكان سجوده لله اذا كان عن امر الله تعالى. (1) وذلك مثل سجود يعقوب وابنائه مقابل يوسف شكرا لله تعالى حيث قال عز وجل : ( ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا ... ) (2) فكان سجودهم هذا شكرا لله عز وجل على حسن العاقبة ومعرفة الحقيقة وارجاع يوسف لابويه وحصوله على هذه المنزلة العظيمة من الله تعالى ، كذلك كان سجود الملائكة لآدم عليه السلام سجودا بأمر من الله ، وسجود عبادة خالصة لله عز وجل.
المرحلة الثانية :
اسكانهما في الجنة :
بعد ان انتهت المرحلة الاولى من حياة آدم عليه السلام وسجود الملائكة له وعصيان ابليس وامتناع من السجود ، تأتي المرحلة الثانية ، وهي اسكان آدم وحواء في الجنة ، حيث قال تعالى : ( وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ... ).
Página 29