Amor de Ibn Abi Rabia y su poesía
حب ابن أبي ربيعة وشعره
Géneros
وكانت حادة الشهوة يتقدم إليها خاطبوها تصريحا وتلميحا بما عندهم في ذلك من غناء، ولها في هذا الباب أخبار لا نرى من الخير أن نبدئ فيها ونعيد، إذ كانت لا تخرج عما هو معروف من شره الطبائع النسائية، وحرصها على ما في أصلاب الرجال.
وهنا لا نرى بدا من الإشارة إلى ما يبده المولع بتاريخ ذلك العصر من فحولة الرجال، وأنوثة النساء، وذلك عندي هو سر تلك القوة التي استطاع بها العرب أن يسودوا العالم، وأن يخضعوه لسلطانهم في زمن قليل، وفحولة الرجال ظاهرة غالبة في عهد بني أمية، والصدر الأول من عهد بني العباس، فلا تكاد ترى رجلا ظاهرا إلا مصحوبا بسيرة ملؤها الفتك وقوامها الإسراف.
ويكاد يكون عصر بني أمية هو العصر الذي قوي فيه سلطان المرأة، وذل الرجل على بطشه وبأسه لما في ضعفها من القوة والجبروت، ويندر أن تجد شاعرا يحس خطر المرأة ويلمسه كما فعل ابن قيس الرقيات، إذ يقول في خطاب عائشة بنت طلحة:
عجبا لمثلك لا يكون له
خرج العراق ومنبر الملك
عقلها
كانت عائشة بنت طلحة حاضرة البديهة رائعة النكتة، في مكر وخبث، أصاب منها عمر بن عبيد الله يوما طيب نفس، فقال: ما مر بي مثل يوم أبي فديك!
54
فقالت له: اعدد أيامك واذكر أفضلها، فعد يوم سجستان ويوم قطرى بفارس ونحو ذلك، فقالت عائشة: قد تركت يوما لم تكن في أيامك أشجع منك فيه! قال: وأي يوم؟ قالت: يوم أرخت عليها وعليك رملة الستر!
55
Página desconocida