ان أكبر باعث لنا على خوض هذا الميدان وان لم نكن من فرسانه هو ما رأيناه بأعيينا وسمعناه بآذاننا ولمسناه بأيدينا من جراثيم الزندقة والالحاد التي سرت عواها من الغرب الى الشرق من طرق عديدة وسبل كثيرة واخذ يستفحل داؤها في أعز ما يملك المسلم في هذه الحياة من الدين باقسامه ويكتسح ضررها ما في قلبه من صحيح الإيمان وما في بصيرته من نور الإسلام وما في نفسه من العفة والفضيلة ، ولصيانة هاته المزايا من هاتيك الأضرار المبيدة رأينا من الفروض العينية وقد هيأ لنا الله والمنة لله وحده عدة الكتابة ان نشرح حكمة التشريع الاسلامي ونبين آثاره ومزاياه العائدة على الفرد والمجتمع في كل من الحياتين بالخير العميم حتى نزيح ما علق بالاذهان لا سيما أذهان النشأة المدرسية الاسلامية من أوضار الكفر والالحاد وحتى تأخذ الإسلام ناصعا من شوائب الشكوك وتتلقاه بكل يقين واقتناع. فان المبدأ اذا اخذ من طريق الحجة والبرهان والاقناع يكون أشد ثباتا وأكثر رسوخا وأدوم وجودا وأطول عمرا لا تزعزه عواصف الشكوك ولا تزلزله قواصف الريب بل يبقى على الدوام عقيدة راسخة بادية الاثار كثيرة الثمرات.
Página 2