Cuentos de Hadas de Hans Andersen: La Primera Colección
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Géneros
قالت اللصة الصغيرة: «إليك حذاءك العالي الرقبة المصنوع من الفراء، فسوف يكون الجو باردا جدا؛ لكنني يجب أن أحتفظ بغطاء اليدين، فهو جميل جدا. إنك لن تتجمدي من دونه؛ فها هو قفاز أمي الدافئ الكبير والذي سوف يصل إلى مرفقيك. دعيني ألبسك إياه. الآن تبدو يداك مثل يدي أمي.»
لكن جيردا بكت من الفرحة.
قالت لها اللصة الصغيرة: «أنا لا أحب أن أراك حزينة. لا بد أن تشعري الآن بالسعادة. وإليك شريحتي خبز وقطعة لحم، حتى لا تتضوري جوعا.»
ربطت هذه الأشياء على ظهر حيوان الرنة، ثم فتحت اللصة الصغيرة الباب، وحايلت الكلاب الضخمة حتى تدخل، وقطعت الحبل الذي كان حيوان الرنة مربوطا به بسكينها الحادة، وقالت: «فلتنطلق الآن، لكن اعتني جيدا بالفتاة الصغيرة.» مدت جيردا إلى اللصة الصغيرة يدها التي وضعتها في القفاز الكبير وقالت : «الوداع»، وانطلق حيوان الرنة فوق أرومات الأشجار والأحجار، عبر الغابة المترامية، وفوق المستنقعات والسهول، بأسرع ما استطاع. عوت الذئاب ونعقت الغربان، فيما ارتعشت عاليا في السماء أضواء حمراء تشبه ألسنة اللهب والتي قال عنها حيوان الرنة: «إنها أنوار الشفق القطبي، انظري كيف تومض!» وظل يركض ليلا ونهارا أسرع فأسرع، لكن حين بلغا لابلاند، كان الخبز واللحم قد نفدا.
القصة السادسة
السيدة اللابلاندية والسيدة الفنلندية
توقف الاثنان عند كوخ صغير بدا مزريا جدا. كان الكوخ ذا سقف مائل يكاد يلامس الأرض، وباب شديد الانخفاض حتى إنه كان على سكانه الزحف على أيديهم وركبهم عند الدخول والخروج. لم يكن أحد هناك سوى سيدة عجوز من أهل لابلاند كانت تنظف سمكا على ضوء مصباح يعمل بزيت الحيتان.
أخبر حيوان الرنة السيدة بقصة جيردا بعد أن قص عليها قصته التي بدت له أهم. أما جيردا فقد أنهكها البرد للغاية حتى إنها لم تقو على الكلام.
قالت السيدة اللابلاندية: «أوه، يا لكما من مسكينين! ما زال أمامكما طريق طويل. ولا بد أن تسافرا أكثر من مائة ميل أخرى حتى تصلا إلى فنلندا؛ فملكة الثلج تعيش هناك الآن، وتشعل ألعابا نارية زرقاء كل مساء. سأكتب بضع كلمات على سمكة مجففة، فليس لدي ورق، ولتأخذها مني إلى السيدة الفنلندية التي تعيش هناك، وهي تستطيع أن تعطيك معلومات أفضل مما أستطيع أنا.»
هكذا بعد أن تدفأت جيردا وحصلت على بعض الطعام والشراب، كتبت السيدة كلمات قليلة على سمكة مجففة وطلبت من جيردا الاهتمام بها بشدة. ثم ربطتها على ظهر حيوان الرنة مجددا، فقفز عاليا في الهواء وانطلق بأقصى سرعة. وظلت أنوار الشفق القطبي الزرقاء الجميلة تلمع طوال الليل.
Página desconocida