Cuentos de Hadas de Hans Andersen: La Primera Colección
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Géneros
لكنها لم تحصل على حذاء عالي الرقبة فحسب وإنما على غطاء من الفراء لتدفئة اليدين أيضا، وأصبحت في غاية الأناقة؛ وحين صارت مستعدة للذهاب، وجدت عند الباب عربة من الذهب الخالص وقد وضع عليها شعار نبالة الأمير والأميرة براقا كأحد النجوم، وكان السائق والخادم والمرافقون جميعا يرتدون تيجانا ذهبية على رءوسهم. وساعدها الأمير والأميرة نفسهما على ركوب العربة وتمنيا لها التوفيق.
رافقها غراب الغابة، الذي صار متزوجا الآن، طوال الأميال الثلاثة الأولى؛ وقد جلس إلى جانب جيردا؛ إذ إنه لا يطيق الركوب وظهره لمقدمة العربة. أما زوجته، فوقفت عند عتبة الباب ترفرف بجناحيها، فلم تستطع الذهاب معهما لأنها صارت تعاني من صداع منذ توليها المنصب الجديد؛ من الإفراط في الأكل بلا شك. كانت العربة معبأة بكمية كافية من الكعك، وكان يوجد أسفل المقعد فاكهة وبسكويت الزنجبيل.
هتف الأمير والأميرة: «الوداع، الوداع»، وبكت جيردا الصغيرة، وبكى الغراب، وبعد بضعة أميال ودعها الغراب كذلك، فكان هذا الفراق أشد حزنا. لكنه طار إلى شجرة ووقف عليها يخفق بجناحيه الأسودين حتى غابت عن ناظريه العربة التي كانت ساطعة مثل شعاع الشمس.
القصة الخامسة
اللصة الصغيرة
مضت العربة وسط غابة كثيفة، حيث أضاءت الطريق مثل شعلة نار، وأبهرت عيون بعض اللصوص، الذين أبوا أن يتركوها تمر دون أن يتعرضوا لها.
قال اللصوص وهم يتقدمون مسرعين باتجاهها ويمسكون بالخيل: «إنها من الذهب! إنها من الذهب!» ثم وجهوا ضربات قاتلة إلى المرافقين الصغار والسائق والخادم، وجذبوا جيردا الصغيرة إلى خارج العربة.
قالت اللصة العجوز، التي كانت لها لحية طويلة، وحاجبان متدليان فوق عينيها: «إنها سمينة وجميلة، فقد كانت تتغذى على المكسرات. إنها مثل حمل مسمن؛ كم سيكون مذاقها شهيا!» وبينما كانت تقول هذا أخرجت سكينا لامعة، ذات وميض مرعب. ثم صرخت السيدة العجوز من الألم في اللحظة نفسها، إذ كانت ابنتها، التي كانت متعلقة بظهرها، قد عضتها في أذنها، فقالت الأم: «أيتها الفتاة الشقية»، وبهذا انشغلت عن قتل جيردا.
قالت اللصة الصغيرة: «إنها ستلعب معي، وستعطيني غطاء يديها المصنوع من الفراء وثوبها الجميل، وستنام معي في فراشي.» ثم عضت أمها مرة أخرى، فضج اللصوص كلهم بالضحك.
قالت اللصة الصغيرة: «سأذهب في جولة بالعربة»، وكان لها ما أرادت؛ إذ كانت مدللة وعنيدة.
Página desconocida