Cuentos de Hadas de Hans Andersen: La Primera Colección
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Géneros
وفي الحال جاء في المرج مجموعة كاملة من الأطفال، كان أصغرهم ضئيلا جدا حتى إنه كان على الآخرين حمله؛ وحين أجلسوه على الحشائش، بين الزهور الصفراء، راح يضحك عاليا فرحا، ويركل بساقيه الصغيرتين، ويتدحرج، ويقطف الزهور الصفراء ويقبلها في براءة طفولية.
أما الأطفال الأكبر سنا فقطفوا الزهور ذات الجذوع الطويلة، وشدوا سيقانها حول بعضها البعض لتكوين حلقات، وصنعوا سلسلة للرقبة أولا، ثم سلسلة توضع على المنكبين وتتدلى للخصر، وأخيرا إكليلا من الزهور ليوضع على الرأس؛ وهكذا بدوا في غاية الروعة وقد ارتدوا أكاليلهم من السيقان الخضراء والزهور الذهبية. أما أكبرهم فقد جمع الزهور الذابلة بعناية، التي تجمعت على سيقانها البذور في شكل إكليل أبيض شبيه بالريش.
هذه الزهور الصوفية السائبة الرقيقة بديعة للغاية وتبدو مثل ريش الطيور الناعم الرقيق الأبيض كالثلج. وقد حملها الأطفال أمام أفواههم وحاولوا أن يطيروا رأسها بالكامل بنفخة واحدة. لقد أخبرتهم جداتهم أن من يفعل ذلك يضمن الحصول على ملابس جديدة قبل نهاية العام. وبهذا تكون الزهرة المحتقرة قد ارتقت إلى مرتبة المتنبئ بالأحداث.
قال شعاع الشمس: «أرأيت؟ أرأيت جمال هذه الزهور؟ هل ترى قدراتها على منح السعادة؟»
قال فرع شجرة التفاح: «نعم، للأطفال.»
وبعد قليل دخلت سيدة عجوز المرج وراحت تحفر حول جذور بعض نباتات الهندباء البرية وتقتلعها من الأرض بسكين غير حادة من دون مقبض. لقد كانت تنوي استخدام بعضها في صنع شاي لنفسها، أما الباقي فكانت ستبيعه للصيدلي لتحصل على بعض المال.
قال فرع شجرة التفاح: «لكن للجمال قيمة أرفع من ذلك كله؛ فعالم الجمال لا يقبل إلا بالصفوة فقط. وكما هناك فرق بين البشر يوجد فرق بين النباتات.»
هنا حدثه شعاع الشمس عن حب الله غير المحدود المتجلي في خلقه وكل الكائنات الحية، وعن توزيع عطاياه، الآن وإلى الأبد.
قال فرع شجرة التفاح: «ذلك رأيك أنت.»
بعد برهة دخل الحجرة بعض الأشخاص بينهم الكونتيسة الشابة؛ السيدة التي كانت قد وضعت فرع شجرة التفاح في الزهرية الشفافة، في مكان مبهج للغاية تحت شعاع الشمس. وكانت تحمل في يدها شيئا شبيها بالزهرة. لقد كان محجوبا باثنتين أو ثلاث من الأوراق الكبيرة التي غطته مثل درع حتى لا يؤذيه تيار هواء أو هبة ريح، وكان محمولا باهتمام يفوق الاهتمام الذي حمل به فرع شجرة التفاح.
Página desconocida