324

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

قال الفقيه حميد رضي الله عنه: وأخبرني من أثق به وهو الفقيه الصالح صالح بن محمد من جهات تهامة وكان من عباد الله الصالحين، أنه سمع السيد نظام الدين يحيى بن علي السليماني -قدس الله روحه-يقول: إمامنا هذا أعلم من الهادي عليه السلام، وأخبرني من أثق به عن بعض عيون علمائنا -رضي الله عنهم- أنه كان يقول مثل ذلك.

قال الفقيه حسام الدين: ومن شاهد في تصانيفه علم أن له المزية العظمى، وذلك أنه كان لا يصده كثرة الناس حوله عن التصنيف، ولقد شهدته في مجلس الصباح وهو غاص بمن فيه يكتب في تفسير القرآن الكريم كتابة مستمرة، وهو يسأل في أثناء ذلك في أمور الدين والدنيا فيجيب عنها، وإن قلمه ليتحدر تحدرا سريعا؛ وهذه درجة عالية، ومرتبة سامية.

ورأيت بخط موثوق به أنه أجاب في بعض تصانيفه من أول النهار إلى عند العصر إلى موضع سماه من التصنيف؛ فعددت ذلك فوجدته بخط متوسط خمس قوائم، فليعجب المتعجبون ولا عجب؛ ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وكانت أجوبته على البديهة، فإذا سئل عن التعليل شفى العليل، ونقع الغليل، وأوضح السبيل، وحكى الدليل.

وكان عليه السلام في الورع والاحتياط على ما يليق بسعة علمه وغزارة فهمه، وعرف بذلك في جميع أحواله، والحكايات في هذا المعنى كثيرة جدا، وقد ذكر الفقيه حميد -رحمه الله- في حدائقه من ذلك شيئا كثيرا اختصرناه.

Página 368