لنا أيضا: أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قد بين أهل البيت من هم، وذلك ثابت فيما رويناه سماعا بالسند الصحيح من (صحيح الترمذي) فأول ما فيه أن ترجم مناقب أهل بيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يرفعه إلى جابر بن عبدالله، قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول: ((يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد.
وروى بإسناده عن عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: نزلت هذه الآية على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(33)} [الأحزاب] ، في بيت أم سلمة فدعى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره ثم قال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؛ قال: ((أنت على مكانك وأنت إلى خير)) ، وفي الباب عن أم سلمة، ومعقل بن يسار، وأبي الحمراء، وأنس بن مالك.
فصح بما قلناه أن لفظ أهل البيت مقصور على من ذكرناه دون الزوجات.
Página 56