وهذا النقل الذي عزاه الإمام إلى ابن القاص غلط، وإن كان نقل المصنف عن الإمام صحيحًا، فإن صاحب «التخليص» قد عبر بقوله: وقال في القديم: أحب لمن أراد الدخول في الإسلام أن يغتسل، ومن الحجامة والحمام، والغسل لطواف الزيارة. هذا لفظه، ومن «التخليص» نقلته، وإذا علمت ذلك ففي ما ذكره المصنف أمران:
أحدهما: أن كلامه يدل على أن صاحب «التخليص» ذهب إليه، وليس كذلك، بل إنما نقله عن نصه في القديم.
الأمر الثاني: أن المذكور- وهو ابن القاص- لم يتعرض في ذلك لدخول الكعبة، بالكلية بل إنما ذكر طواف الزيارة كما تقدم نقله عنه، وسبب هذا الغلط أن القفال في «شرحه للتخليص» قد عبر عن قول «التخليص»: و«الغسل لطواف الزيارة»، بقوله: و«الغسل لزيارة البيت»، وهو تعبير صحيح مستعمل في كلام الأصحاب كثيرًا، فتوهم إمام الحرمين عند وقوفه عليه: أن المراد دخول البيت- شرفه الله تعالى- فصرح به، فوقع في الغلط، وإنه لمعذور في ذلك، ثم نقله عنه المصنف معتقدًا صحته، وهو عجيب، لاسيما من الإمام! وذلك من آفات التقليد، وآفات حمل الكلام في مواطن الاحتمال على ما يخطر بالبال من غير مراجعة، ولو راجعا «التخليص» لم يقعا في شيء من ذلك، وقد راجعت كلام ابن القاص في «المفتاح» - أيضًا- فلم أجده قد تعرض لذلك بالكلية.
تنبيه: ذكر ثمامة بن أثال وقصته في الغسل، فأما «ثمامة» فبثاء مثلثة مضمومة، وأثال: بهمزة مضمومة بعدها ثاء مثلثة، وفي آخره لام.
وذكر- أيضًا-: المخضب، اسم لإناء من أواني الماء، وهو بكسر الميم، وبالخاء المعجمة الساكنة بعدها ضاد معجمة مفتوحة، وفي آخره باء موحدة.
20 / 62