رأى ثلاثة رجال ملثمين يحملون فروع الأشجار كسياط، ويضربون ظهور النساء بينما يقومون بوضعهن في مؤخرة إحدى السيارات. استطاع أن يميز أمه بثوبها الأخضر الذي اشتهرت به، كانت في مؤخرة سيارة الدفع الرباعي المكشوفة، وهي تضع رأسها بين كفيها، وبجوارها تكومت مجموعة من النساء.
هل تبكي؟!
بدأ يشعر بنبض في أعلى كتفه، تحسسه بأصابعه، فإذا هي مليئة بالدماء.
لماذا يشعر بذلك الثقل في جفنيه؟
وأمام عينيه الضبابيتين ظهرت بقعة سوداء راحت تتوسع بسرعة، بينما أحس برأسه يزداد ثقلا.
صاح بصوت مبحوح أشبه بالأنين: «أمي.»
ثم غاب عن الوعي.
يبدو أن جهازه العصبي قد قرر أخيرا أنه قد احتمل بما فيه الكفاية. •••
نحن بالروح للسودان فداء
فلتدم أنت أيها الوطن
Página desconocida