قدماه تتثاقلان أكثر وأكثر. السحب تزداد سوادا وكثافة، وصوت الرعد يزداد ضجيجا.
لسان جديد من البرق يشق المكان، وينير الموجودات حوله لجزء من الثانية.
التفت خلفه. كان الصقر على بعد عشرة أمتار منه، وقد فرد أجنحته ومد مخالبه للأمام متهيئا للانقضاض عليه، وهو يضحك بصوت عال أشبه بالقهقهة.
منذ متى تضحك الصقور بصوت عال أشبه بالقهقهة؟!
فتح «عمار» عينيه.
ولوهلة ظل يحدق في الأعمدة الحديدية المتشابكة أسفل السرير الذي يعلوه، ويحاول استيعاب أين هو وماذا يفعل بالضبط؟
نفس الحلم للمرة الثانية في شهر واحد.
نفس الحلم بنفس التفاصيل.
كان «إبراهيم» ينظر له منحنيا عليه بنصفه الأعلى، وهو يضحك بطريقته المميزة التي تشبه القهقهة. - «شكله كان كابوس.» قال إبراهيم.
نظر له متسائلا، فأضاف وهو يرمي منشفة الاستحمام على كتفه ويتجه للحمام المرفق بالغرفة: «كنت بتتكلم وانت نايم، اصحى ورانا جامعة».
Página desconocida