ظننتها إعجابا وشفقة، وقد كنت مخطئا مجددا.
مخطئا كالعادة.
أعتقد أنه في قرارة نفسه كان يبادلني نفس المشاعر.
كانت «هبة» هي احتياجه للحب الأنثوي الذي دفن مع والدته منذ سنين.
بقليل من الذكاء وكثير من الخيال والتركيز أرى الآن القاسم المشترك الذي رآه هو - لاشعوريا - بين والدته و«هبة» (وهو متروك لخيال قارئ هذه الأوراق الآن).
كان يراها فيها.
لهذا انجذب لها بتلك السرعة.
لهذا أحبها بذلك العنف.
ولهذا يئس من الحياة عندما فقدها؛ فهو لم يفقد محبوبته في واقع الأمر، لكنه فقد والدته مجددا.
كنت أنا الأب الذي لم يجده معه في عهد الطفولة، والمراهقة والشباب.
Página desconocida