رصيد جديد من القسوة يضاف لأرشيفه المأساوي.
نوبة أخرى.
نوبة عنيفة أخرى.
وعندما رفع رأسه للسماء، بعدما فرغوا منه، ورموه على أرض الزنزانة الباردة كخرقة قديمة بالية، منكمشا على نفسه كالجنين في بطن أمه، بوجه منتفخ، ودماء تسيل، ونفس مسحوقة مضطربة، وأطراف ترتعش. سأل الله بصوت مرتجف دامع «لماذا تفعل هذا بي؟»
لم يجاوبه شيء سوى الصمت المطبق.
وصوت قديم من عمق ذاكرته المشوشة، لقمرية تسجع بصوتها اللحني الجميل أن «احمدوا ربكم.»
الفصل الخامس
أنبل ما فينا
لقد قتل هؤلاء آلاف المرات، قبل أن يقتلهم الرصاص والبحر.
تحولوا لجثث تمشي على قدمين.
Página desconocida