قال في برود: «هل لديك تفسير آخر؟»
هززت رأسي في صمت، وأشرت إليه أن يستمر في روايته، قال وهو يجرع المزيد من الشراب: «في آخر الممر جهة اليسار، كانت هناك غرفة ذات باب خشبي مختلف عن بقية الأبواب الحديدية المنتشرة في الممر، طرق الحارس الباب في أدب، ثم فتح الباب، وأمرني بالدخول، وأغلقه خلفي.»
كان «سعادتك» يجلس خلف مكتب خشبي كبير تناثرت عليه الأوراق، رآني فاتسعت ابتسامته ونهض يصافحني، وهو يقول: «أرجو أن تغفر لنا الضرب الذي تلقيته بالأمس، لكننا لم نستطع استثناءك كما تعلم؛ حتى لا تثير شكوكهم فيك.»
هززت رأسي بمعنى ألا بأس، وأنا مطرق للأرض دون أن أنظر إليه، قال: «أنت تقدم خدمة عظيمة للوطن، هؤلاء الكلاب الخونة يريدون إشاعة الفوضى وتخريب البلد؛ حتى نصبح كالبلدان المنكوبة التي غرقت في الفوضى حولنا. أنت لا تريد لبلدك أن تصبح مثل تلك البلدان أليس كذلك؟»
رفعت رأسي ونظرت له، وهو ينظر لي مبتسما. هل رأيت يا سيدي من قبل ذئبا يبتسم؟
حسنا، كان هو ذلك الشخص.
يرسم على وجهه ابتسامة عريضة محاولا تصنع اللطف، وينظر لي من فوق النظارة بعينين ضيقتين، لم تستطع الابتسامة إخفاء ما فيهما من شراسة، كانت هناك نظرة ساخرة تشيع من عينيه.
نظرة تقول بوضوح: أنت لست رجلا، لقد وشيت بأصدقائك، أيها الخائن الجبان؛ فلتتعفن في جهنم.
قلت له: «لا أريد ذلك.»
دار حول المكتب وجلس في الكرسي المقابل لي وقال: «سأضعك في نفس الزنزانة مع ذلك المدعو «عمار»، لديه معلومات تهمنا، أريد منك أن تعرف عدد لجان الأحياء التي كان يترأسها أو يشترك فيها، من كان يقوم بتعبئة الشباب للتظاهر؟ من كان يمولهم؟ أين يتقابلون؟ أريد أسماء وعناوين ومعلومات كاملة. هل تفهم؟»
Página desconocida