الوصية في القرب ، والصدقات المطلقة والجارية ، كبناء المساجد والمدارس ، ومواضع لسقي الماء ، وسائر الخيرات ،والأوقاف ونحو ذلك صحيحة مثاب عليها ، وأما في المعاصي وما يخالف الشريعة المطهرة فباطلة ، وكذا {8/أ} كل ما ليس له اصل في الشرع 0 ومن ذلك ما يفعله كثير ممن ليس له إطلاع على كلام العلماء من الإيصاء بقراءة الختمات على قبره ، أو في بيته ، أو في المسجد ، أو حافظا يقرأ لأمواته بالأجرة فان ذلك غير صحيح ، ولأنه لا يجوز الاستيجار على قراءة القرآن ، والمعطي والآخذ آثمان ، بل الأجرة على تعليمه جوزت للضرورة 0(1)
أما قراءة الوارث أو الأجنبي من غير أجرة وإهداء ثوابها للميت فجائز ، ويصل ثواب ذلك للميت إن شاء الله تعالى ، وكذا التهاليل بالأجرة كما هو المتعارف ، فإنها غير جائزة ، لأنه لا يجوز اخذ الأجرة على طاعة الله تعالى ، والقاري والذاكر ليس لهما اجر بهذا العمل ، لأنه إنما يقرأ ويذكر لأخذ الدراهم والدينار ، فليس له اجر بذلك حتى يهبه للميت (2)، والناس عنه غافلون ، بل هم على المذكرين غاضبون ، وللتفاخر والشهرة طالبون ، وفي جهلهم مسترسلون 0
Página 36