Vida del Pensamiento en el Nuevo Mundo
حياة الفكر في العالم الجديد
Géneros
2401 ... ...
إلى ما لا نهاية
فالسلسلة العددية الأولى - المكتوبة فوق الخط - وهي سلسلة الأعداد الصحيحة كلها، لانهائية وهي التي نصور بها هنا «المطلق» الذي يشتمل على كل شيء، وكل سلسلة مما تراه مكتوبا تحت الخط، هي كذلك سلسلة لانهائية، ومع ذلك فهي أولا مشتملة في السلسلة الأولى، وثانيا تتميز بطابع فريد يجعلها وحدة قائمة بذاتها، وكل واحدة من هذه السلسلات العددية المكتوبة تحت الخط نمثل بها فردا من أفراد الإنسان، وواضح من هذا ألا تناقض بين أن يكون الأفراد أجزاء من المطلق، وأن يكونوا قائمين إلى الأبد بفرديتهم المتميزة.
12
ولفلسفة «رويس» جانب طريف ختم به تفكيره الفلسفي، وهو الجانب الذي تراه في كتابه «فلسفة الولاء»،
13
فهو يذهب في هذا الكتاب إلى أن الولاء في ذاته خير أسمى، بغض النظر عن القضية التي تتخذها موضع ولائك، ومع ذلك فمن وجهة نظر الحياة الكلية، ينبغي أن نحدد ما يكون حقيقا بولاء الإنسان، وهذا - في رأي «رويس» - لا بد أن يكون شيئا مما ينسق أكثر من حياة واحدة في وحدة، فما يستحق من الإنسان ولاءه ينبغي أن يكون شيئا يحتفظ له بذاتيته المستقلة من ناحية، ويدمجها في ذات أعلى منها من ناحية أخرى، وهو يبسط فكرته فيقول: إن العلاقة بين أي اثنين - شيئين أو شخصين أو عقلين - يستحيل أن تكون تامة التناغم والاتساق؛ ولذلك فاقتصار الصلة على اثنين مصدر للخطر؛ لأنه سيحدث بينهما تضارب في المصلحة، أو احتكاك يؤدي إلى التنافر، وإذن فنواة الجماعة المتسقة هي الثلاثة لا الاثنان، ففي الثالوث يمكن للعضو الثالث أن يزيل ما قد يحدث بين الاثنين الآخرين من سوء في التفاهم، وعلى ذلك فنواة المجتمع ثلاثة، وهو يسمي مجتمع الثالوث «بمجتمع التأويل»؛ لأنه قائم على أساس أن العضو الثالث يؤول أو يفسر لكل من الاثنين الآخرين قصد زميله، حتى لا يقع بينهما خلاف، وإن شئت فسمه «بمجتمع الوساطة»؛ إذ يتوسط كل بين الزميلين الآخرين ليمنع بينهما أسباب التنافر، وفي الحياة أمثلة كثيرة «لمجتمع الوساطة» هذا، فمثلا إذا قام في العالم معسكران يتقاتلان ، وقامت بينهما «محكمة العدل الدولية»، فهذا مجتمع فيه وساطة، ولولا العضو الثالث فيه لما انتهى القتال بين الطرفين المتحاربين، وكذلك قل في كل محكمة، فهي بالإضافة إلى المدعي والمدعى عليه، تكون «مجتمع وساطة»، وقد علق «رويس» آمالا كبارا على هذا المجتمع الثلاثي في استقرار الحياة الإنسانية وطمأنينتها لو أقام الناس مجتمعهم على أساس هذه الفكرة؛ لأنه عندئذ سيكون دائما بين كل طرفين طرف ثالث يمنع الشحناء والتصادم، فكأنما يصبح الثلاثة حياة واحدة، ولما كان ولاء الطرفين للطرف الوسيط، ثم ولاء هذا الوسيط لفكرة الولاء ذاتها، هو الأساس الذي ينبني عليه حسن التفاهم بين الثلاثة جميعا، كان هذا الولاء الذي يدمج مجموعة الأفراد في حياة واحدة هو القمة التي انتهى إليها «رويس» بفلسفته.
الفصل الرابع
منطق العلم والعمل
(1) العلم يسود
Página desconocida