تبحر في الفقه؛ ففاز بالدرجة القصوى، ومن ثم كان مرجع أرباب الفتوى(2) .
وكان إماما في الفنون الحكمية، والعلوم المنطقية(1).
وكان متصفا بالأخلاق الحميدة، نبعا للصفات الفريدة:
- منها -
الحلم
أقر به الشيوخ الكبار، أولو الأيدي والأبصار، سمعتهم يقولون: لم نر مثله حليما، كريما، كيف لا؟ وقد كان عبد الحليم، ففاز به من المولى الكريم؛ لما ذكره بعض الفضلاء: إن أسماء بني آدم تنزل من السماء، فعبد كل اسم يكون له حظ من ذلك الاسم.
كان أقاربه يؤذونه، ويغتابونه، ويحسدونه، ويغبطونه، ويكونون له كالعقارب، وهو رحمه الله لا يلتفت إليهم، ولا يجازيهم؛ بل كان يعفو ويصفح، ويخفي وينصح.
- ومنها -
الإحسان على الأعزة والأقارب، والأحباب والأجانب
كان في هذا الباب ضرب المثل، وكان يقول: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان من الجليل الأجل.
- ومنها -
النفع للخلائق بأجمعهم
لم يرفع إليه مهم إلا قضاه، ولم يأت إليه خائف إلا حماه.
- ومنها -
الرؤيا الصادقة
لم يكن رؤياه كأضغاث أحلام، وكان ممتازا به بين الأنام، كيف لا؟ وقد كان وارث بيت النبوة؛ ففاز بجزء من أجزاء النبوة.
لا يدرك الواصف المطري خصائصه
Página 20