178

============================================================

فالأول؛ نحو: وحلق الانسكن ضويفا) (النستاء: 28)؛ أي: كل واحد من س الانسان ضعيف.

والثاني؛ نحو قولك: (أنت الرجل)؛ أي: الجامع لصفات الرجال المحمودة.

وضابط الأولى: أن يصح حلول (كل) محلها على جهة الحقيقة؛ فإنه لو قيل: (وخلق كل إنسان ضعيفا)؛ لصح ذلك على جهة الحقيقة.

وضابط الثانية: أن يصح حلول (كل) محلها على جهة المجاز؛ فإنه لو قيل: (أنت كل الرجل)؛ لصح ذلك على جهة المبالغة؛ كما قال : "كل الصيد في جوف الفرا"، وقول الشاعر: علسى الله بمشتنكر أن يجمع العالم في واحد كالفرق بين المقيد والمطلق؛ وذلك أن الأول يدل على الحقيقة بقيد خصوصها في الذهن، والثاني يطلق على مطلق الحقيقة لا باعتبار قيد فلا تغفل (قوله أي: الجامع إلخ) هذا بيان لحاصل المعنى المراد في أنت الرجل لا لمدلول اللفظ إذ مدلوله أنت كل رجل (قوله وضابط الثانية أن يصح إلخ) فإن قيل هذا يصدق على أل في الاستغراق العرفي، نحو: جمع الأمير الصاغة، أي: صاغة بلده أو مملكته؛ فإن كلا تخلف الأداة فيه مجازا وليست فيه لشمول الصفات، بل لشمول بعض(1) ما يصلح له اللفظ . أجيب: بأن الكلام في أل المعرفة وأل في الصاغة موصول على الأصح كذا في التصريح. واعترض بأن محل كون الداخلة على الصفة موصولة ما لم يقصد بالصفة الثبوت كما في هذا المثال وإلا فهي حرف تعريف.

قيل: فالحق أن يجاب بأن الاستغراق العرفي ليس مجازا بل حقيقة، ولثن سلمنا فالمقصود من هذا التعريف التمييز عن القسم الأول فقط وهو حاصل بهذا القدر، فتدبر (قوله على جهة المجاز) لعله من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم (قوله كما قال كل الصيد الخ) قاله لأبي سفيان بن الحارث يتألفه على الإسلام حين دخل عليه بعدما استأذن فلم يؤذن له قليلا، وأصله لرجل أعرابي خرج يصطاد مع رفقة له فصاد حمار وحش، وصاد أحدهم أرنبا (1) وهو صاغة بلد الأمير أو مملكته دون من عداهم. منه: (217)

Página 226