69

Haqeeqat-ul-Tawheed

حقيقة التوحيد

Editorial

دار سوزلر للطباعة والنشر

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٩٨٨م

Géneros

القطرات اللمعاة إِذا بظهورها وبمجيئها تدل على وجود الشَّمْس وعَلى دوامها ووحدتها وعَلى غرار هَذَا الْمِثَال وَللَّه الْمثل الْأَعْلَى نجد أَن هَذِه الموجودات السيالة إِذْ تشهد بوجودها وحياتها على وجوب وجود الْخَالِق ﷾ وعَلى أحديته فَإِنَّهَا تشهد بزوالها وموتها هِيَ أَيْضا على وجود الْخَالِق سُبْحَانَهُ وعَلى أزليته وسرمديته وأحديته نعم إِن تجدّد المصنوعات الجميلة وتبدل الْمَخْلُوقَات اللطيفة ضمن الْغُرُوب والشروق وباختلاف اللَّيْل وَالنَّهَار وبتحول الشتَاء والصيف وتبدل العصور والدهور كَمَا أَنَّهَا تشهد وَلَا بُد على وجود ذِي جمال سرمدي رفيع الدَّرَجَات دَائِم التجلي وعَلى بَقَائِهِ سُبْحَانَهُ ووحدته فَإِن موت تِلْكَ المصنوعات وزوالها بأسبابها الظَّاهِرَة يبين تفاهة تِلْكَ الْأَسْبَاب وعجزها وَكَونهَا ستارا وحجابا لَيْسَ إِلَّا فَيثبت لنا هَذَا الْوَضع أثباتا قَاطعا إِن هَذِه الْخلقَة والصنعة وَهَذِه النقوش والتجليات إِنَّمَا هِيَ مصنوعات ومخلوقات متجددة للخالق ﷻ الَّذِي جَمِيع أَسْمَائِهِ حسنى مُقَدَّسَة بل هِيَ نقوشه المتحولة ومراياه المتحركة وآياته المتعاقبة وأختامه المتبدلة بحكمة

1 / 86