202

فصل في الكلام فيما يجب أن يعتقد بالقلب من الشكر

أما الشكر بالقلب فهو الاعتقاد والعلم؛ وهو أن تؤمن بالله، وتعرفه حق معرفته، وتنفي عنه كل صفة نقص في ذاته وفي أفعاله، وأن تؤمن بملائكته وكتبه ورسله ومن تخلفهم من الأوصياء، والأئمة الأتقياء، واليوم الآخر، والبعث والحساب، والجنة والنار، والتصديق بالوعد والوعيد، وخلود أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، وأن الله عدل في جميع أفعاله، وأنه لا يكلف فوق الطاقة، ولا يسلب مكلفا الاستطاعة ثم يعاقبه على ترك ما لا يطيق. وأن يعرف موجبات العلم وموجبات العمل، ويعلم علم الأصول وعلم الفروع.

واعلم أن موجبات العلم هي ما عرفنا الله ورسوله، وحكم به العقل من معرفة الله، ومعرفة الأصول التي ذكرنا ومعرفة الفروع أيضا، ومعرفة طاعة الله، ومعرفة معصية الله، ومعرفة ما كان من قصص الأولين، وما يكون في يوم الدين وأمثال ذلك. وموجبات العمل هو الأمر بفعل الطاعات، والنهي عن فعل المحرمات.

والأصول هي التي سميناها في كتابنا هذا وهي ثلاثة عشر بابا وهي: معرفة النظر والاستدلال، ومعرفة الصنع، ومعرفة الصانع، ومعرفة التوحيد، ومعرفة العدل، ومعرفة النعمة، ومعرفة شكر المنعم، ومعرفة البلاء، ومعرفة الجزاء، ومعرفة الكتب، ومعرفة الرسل، ومعرفة الإمامة، ومعرفة الاختلاف.

Página 271