Hamayan Zad hacia la Casa del Más Allá

Qutb Atfayyish d. 1332 AH
245

Hamayan Zad hacia la Casa del Más Allá

هميان الزاد إلى دار المعاد

Géneros

مع أن الهاء من اللامز الذى نزلت فيه الآية على ما يأتى إن شاء الله الأخنس بن شريف. { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } الإشارة عائدة إلى مطلق المانعين المساجد، الساعين فى خرابها، وهذا مما يدل على أن المراد بقوله { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } العموم ولو كان سبب النزول خاصا، إذ لا يحسن أن يقال ما كان لبختنصر وجنوده أن يدخلوا المساجد إلا خائفين، نعم لا مانع من إرادة خصوص النصارى ومساجد الشام، فإن منعهم من بيت المقدس منع من سائر مساجد الشام، أو هم خربوا مساجد الشام كلها، أو ما قدروا عليه فمنعوا من دخولها كما منعوا غيرهم، ولكفرهم، وكان بيت المقدس موضع حج النصارى وزيارتهم، بعد ما خربه من خربه منهم.

قال ابن عباس لم يدخله بعد عمارته بالمسلمين يهودى ولا نصرانى إلا خائفا، إن علم به قتل، وهذا معنى الخوف فى الآية، وقيل إنهم أخيفوا بالجزية على الذمى والقتل على الحربى، فالذمى إذا كان يعطى الجزية بترك أن يدخل المساجد عند أبى حنيفة. ومنع مالك الكفار كلهم من دخلو المسجد أى مسجد كان أعطى الجزية أو لم يعطها، وأجاز الشافعى أن يدخل الكفار المساجد غير المسجد الحرام مطلقا، وقيل عنه يجيز لهم دخول غير المسجد الحرام بشرط أن يأذن له السلطان أو نحوه، وعلى كل حال إذا دخل الكافر مسجدا من المساجد، يدخلها وفى قلبه خوف من أن يزجره المسلمون ويضربوه، وهذا معنى الخوف عندى، وذلك نصر من الله تعالى للمؤمنين سابق فى اللوح المحفوظ وفى علمه الأزلى، أخبرنا الله به فكان لا يدخل بيت المقدس أحد من النصارى إلا متنكرا مسارقة. قال قتادة والسدى لا يوجد نصرانى فى بيت المقدس إلا أنهم ضربا وأبلغ إليه فى العقوبة، ونادى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى شأن المسجد الحرام ومواسم الحج ألا لا يحجن بعد هذا العام مشرك، ولا يدخل المسجد الحرام، ولا يطوفن بالبيت عريان. وقيل خوفهم هو فتح مدائنهم الثلاث قسطنطينية وهى إسلامبول ورومية وعمورية، يعنى بفتح الثلاث فيلزمهم الذل بفتحهن حيثما كانوا، وقيل ليس ذلك إخبار بأنهم يخافون ويقهرون، بل بمعنى أنه يكون الحق خوفهم وذلهم، سواء ذلوا وخافوا، أم تجبروا وعتوا، وقد علم الله ما يكون من ذلهم ومن تجبرهم، ويحتمل أن يكون اللفظ إخبارا والمعنى نهيا، أى لا تتركوهم يدخلون المساجد ولا تمكنوهم من دخولها، فإنهم إذا كانوا لا يتركونهم ولا يمكنونهم لم يصدر منهم الدخول إلا على خوف كقوله تعالى

وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله

فإن بمعنى لا تؤذوه، وضابطه أنه إذا نفى الله عن الشئ أن يكون حقا أفادنا النهى عنه، وقرأ عبدالله بن مسعود إلا خيفاء بضم الخاء وفتح الياء مشددة مع تكسير كصائم وصيم. { لهم فى الدنيا خزى } كالقتل والسبى والغنيمة والذل والجزية، وقيل فتح قسطنطينية ورومية وعمورية، ومن فسر هذا أو الخوف بشئ لم يفسر به الأخرى. { ولهم فى الآخرة عذاب عظيم } هو عذاب النار والحشر، كل ذلك لكفرهم. والله أعلم. وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والمؤمنون يصلون إلى بيت المقدس قبل الهجرة، وصلوا إليه بعدها أيضا سنة وأربعة أشهر، ثم نسخ التوجه إليه فى الصلاة بالتوجه إلى الكعبة، فكانوا يصلون إليها، فقالت اليهود ما لم تحولوا عن بيت المقدس؟ وقالوا ليست لهم قبلة معلومة، فتارة يستقبلون هكذا، وتارة يستقبلون هكذا، فأنزل الله جل وعلا قوله تعالى { ولله المشرق والمغرب.. }

[2.115]

{ ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله } أى جهات الأرض كلها لله شرقيها وغربيها، فأى موضع وجهتم إليه وجوهكم بأمر الله فى الصلاة، ففيه الله بالعلم والقدرة والحفظ، لا بالاحتواء والحلول، وهو فى كل مكان كذلك. وخص المشرق وهو مواضع شروق الشمس، أى إضاءتها وظهورها، والمغرب وهو مواضع غروبها بالذكر، لأن المشرق جهة الكعبة المتحول إليها، والمغرب جهة بيت المقدس المتحول عنها بالنسبة إلى المدينة، مع أن قسم الشئ إلى جهتين متقابلتين استغراق لجهاته، بأن يأخذ كل منهما ما يليه من جانبيها، والفاء سببية، وأين ظرف مكان مبنى لتضمنه معنى حرف الشرط، متعلق بشرطها عند بعض، وهو تولوا أو بجوانبها عند بعض وهو قوله { فثم وجه الله } وإنما صح التعليق به بالنظر إلى المعنى المراد منه وهو قولك الله عالم بتوليتكم، أو متعلق باستقرار ثم، فإنه ظرف مبنى لتضمنه معنى الإنشاء، وهو هنا الإشارة، فإن الأصل أن تودى بالحرف كالنهى، والاستفهام متعلق بمحذوف خبر، ووجه مبتدأ لكن على أن نجعل أينما مرادا به أوسع من ثم مثل أن يوقع ثم على الكعبة، وأين على جهات المشرق، أو نجعل ذلك على العكس، وما صلة لتأكيد العموم، ومفعول تولوا محذوف، أى تولوا وجوهكم، وقد يقال هذا من المواضع التى لم يتعلق أغراض العرب فيه بالمفعول، فلا يقدر له مفعول، فيكون جاريا مجرى اللازم، أى أينما فعلتم التولية، كقولك زيد يعطى، تريد الإخبار بأنه ليس شحيحا، لا الإخبار بأنه يعطى فلانا، ولا بأنه يعطى دينارا أو كذا. وقرأ الحسن تولوا بفتح التاء واللام وإسكان الواو بعدها إسكانا حيا على أن الأصل تتولوا بتائين، أى توجهتم بوجوهكم و وجه الله ذاته ونفسه تعالى وذاته ونفسه هو، وعبر عن العلم بالتولية بقوله فثم وجه الله، لأنه يلزم فى الجملة من وجود أحد فى موضع أن يكون عالما بما فيه، ويجوز أن يكون وجه الله سبحانه بمعنى رضى الله أو مرضيه، فإن وجه الشئ خالصه وما يرضى، فكأنه قيل فثم مرضى الله ومختاره وهو الجهة المأمور بها، المرضية المختارة، وهى القبلة التى هى الكعبة، أو يقدر مضاف أى رضى وجه الله، أو مرضى وجه الله، أى ذات الله جل وعلا، ويجوز أن يكون الوجه بمعنى الجهة، أى جهة الله، أى الجهة التى يرضاها الله قبلة، وقد علمت من قولى بأمر الله أنه ليس لهم التوجه فى الصلاة حيث شاءوا، وقيل إنه لا قبلة واجبة قبل الكعبة على المؤمنين، بل لهم أن يصلوا إلى أى جهة أرادوا، وأن هذا معنى الآية، ثم وجبت القبلة، وقيل كان، صلى الله عليه وسلم، والمؤمنون يصلون النفل فى السفر حيث ما توجهت رواحلهم، وطعن اليهود فى ذلك فنزلت الآية.

قال ابن عمر نزلت الآية فى المسافر يصلى التطوع حيث ما توجهت به راحلته، وكان ابن عمر يفعل ذلك، وعنه

" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح على ظهر دابته حيث كان وجهه يومئ ".

وروى مسلم

" كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى على دابته وهو مقبل من مكة إلى المدينة حيث ما توجهت، وفيه نزلت { فأينما تولوا فثم وجه الله } ".

Página desconocida