Hamayan Zad hacia la Casa del Más Allá
هميان الزاد إلى دار المعاد
Géneros
فقدن لها وهما أبيا خطامه وقلن له اسجد لليلى فأسجدا
أى قادة النوق إلى ليلى أو لأجل ليلى جملا ضخما ممتنع الرسم ، وقلن اتضع لليلى فاتضع بحط رأسه لتركبه، يقال أسجد البعير بوزن أكرم بمعنى طأطأ رأسه ليركب، ويجوز كون همزته للتعدية أى اسجد رجليك ويديك ورأسك، فأسجدهن آى وضعهن إلى جهة الأرض، والسجود شرعا وضع الجبهة والأنف والرجلين والركبتين واليدين على الأرض على قصد العبادة. { فسجدوا } له. { إلآ إبليس } استثناء متصل على سبيل المجاز، لما كان بينهم متعبدا بعبادتهم صار كأنه واحد منهم، فسمى باسم الملك مجازا بالاستعارة. ويجوز أن يكون منقطعا. ومن زعم أن إبليس من الملائكة فقد قال بعض أصحابنا إنه يشرك لأن الله - عز وجل - قال
كان من الجن
وأقول لا يشرك لأنه تأول ذلك من الاستثناء، لأن أصله الاتصال. وتأول قوله
كان من الجن
وأنه كان من الجن فى فساد افعل، والاعتقاد والقول، ومن الملائكة أصاله وجسما ونوعا، كما نقول عمر من الشياطين وحاله والبهائم، فهو يقول إن إبليس عدو الله من الملائكة، لكنه فسق كما تفسق الجن، فيصير البحث مع ذلك القائل فى عصمة الملائكة. والحق أنهم معصومون لقوله تعالى
وهم بأمره يعملون
أى لا يعملون إلا بأمره، وأنه ليس من الملائكة لأن قوله
كان من الجن
ظاهر فى أنه واحد منهم، وأن نسبته فيهم، وهذا حقيقة الكلام والمتبادر منه، والتأويل المذكور مجاز، وخلاف المتبادر، فلا يحمل عليه بلا قرينة واضحة، وزعم قومنا أن ابن عباس روى أن من الملائكة نوعا يتوالدون، يقال لهم الجن، ومنهم إبليس. وذكر أصحابنا أن من قال الملائكة ذكورا وإناثا مشرك، وكذا إن قال يتوالدون. وقيل لا يشرك إن قال ذلك فى أفراد منهم أو فى نوع، بل إن قال فيهم عموما لأن قائل هذا تأول قول ابن عباس، الذى زعموا عنه. ومن أطلق الإشراك ولو على من قال ذلك فى أفراد أو نوع، يحمل كلامه على من قال ذلك تعمدا لمخالفة القرآن أو جهلا لا على من قاله اعتمادا على ما روى عن ابن عباس، وكذا يحمل قوله بإشراك من قال إن إبليس من الملائكة على من قاله جهلا أو عنادا للقرآن، لا على من قاله اعتمادا على ما روى عن ابن عباس مثلا، وكذا الكلام فى عصمة الملائكة، فقد قيل إن الملائكة ليسوا كلهم معصومين، ولكن الغالب فيهم العصمة، كما أن الإنس ليسوا معصومين، لكن القليل فيهم العصمة، ويجوز أن يكون الجن أمروا بالسجود كما أمر الملائكة وأن فى الكلام حذفا تقديره وإذا قلنا للملائكة والجن اسجدوا لآدم فسجدوا، يعنى الملائكة والجن، إلا إبليس فيكون الاستثناء متصلا. وإن قلت كيف تسجد الجن وهم شرور؟ قلت يسجد مؤمنوهم طوعا وإخلاصا. ويسجد مشركوهم ومنافقوهم كارهون فى قلوبهم غير مخلصين. وإن قلت إذا قدرت محذوفا هكذا وإذ قلنا للملائكة والجن، فما الدليل عليه؟.. قلت يدل عليه بعض دلالة استثناء إبليس، ويدل عليه أنه إذا أمر الكبار بالسجود وهم الملائكة، فأولى أن يؤمر به الصغار وهم الجن. قيل ويحتمل أن يكون الجن قسمين قسم ملائكة تخالف سائر الملائكة غير معصومة، وخلقت مما خلقت منه الشياطين وسائر الجن، وقسم شياطين، وإن إبليس - أعاذنا الله منه - من القسم الأول لا من سائر الملائكة، فصلح عليه الوقوع فى المعصية، فيكون النور الذى خلقت منه الملائكة قسمين قسم هو نور محض غير نار، ومنه خلقت الملائكة المعصومون. وقسم هو نار، ومنه خلقت الملائكة غير المعصومة ومنهم إبليس. وخلقت الشياطين من نار ودخان مختلطين، كما قال الله تبارك وتعالى
Página desconocida