Hamayan Zad hacia la Casa del Más Allá
هميان الزاد إلى دار المعاد
Géneros
إنى أعلم ما لا تعلمون
وقوله { إنى أعلم غيب السماوات والأرض } دليل على أنه تعالى يعلم الأشياء قبل أن تكون. لأن مما لا يعلمون، ومن غيب السماوات والأرض. ما سيكون. ومن ذلك علمه بأسماء المسميات قبل أن تكون. وإن قلت بم خاطب الله الملائكة؟ يعنى قلت خلق لهم كلاما فى الهواء أو فى خلق من مخلوقاته فسمعوه، أو خلق لهم كتابة خاطبهم بها.. والله أعلم. فكلامه - تعالى - على هذه المعانى مخلوق صفة فعل ولا شك، وأما وصفه - تعالى - بالكلام، على معنى نفى الوصف بالخرس، فصفة ذات، ثم إنه لا يشك أحد أنه - تعالى - عالم فى الأزل بلا أول، بكل كلام سيخلقه فى الهواء، أو حيث شاء أو يكتبه وهذا عام لسائر خطابه للملائكة والثقلين وغيرهم بأمر أو نهى وغيرهما.
وهذا ظهر لى بعد استفراغ الوسع والنظر، وهو الحق إن شاء الله من كون كلامه تعالى قسمين الأول صفة فعل ودخل فيه خطابه لمن ذكر كله، قبل أن يخلق الخلق والهواء إن شاء بحكمته، كلاما خلقه مستقلا عن كل شىء حتى الهواء لعدمه، والثانى صفة ذات وهو معنى نفى الخرس، مع التنزه عن الجوارح وصفات المخلوقات، وذاته تعالى كافية فى علم كل شىء بلا أول، ولا إثبات للكلام النفسى، كما زعم قومنا أنه ثابت كما يثبت كلام الإنسان فى نفسه، ثم يتكلم بألفاظ تدل عليه، وجعلوا القرآن وكتب الله تعالى كلها، وخطابه كله لخلقه، وكلامه كله قديما بهذا المعنى، وهو أنه ثابت فى النفس الواجب الوجود بلا أول، كما يجئ وقته فيعبر عنه بألفاظ مخلوقة، حيث شاء. فألفاظ القرآن مثلا عندهم مخلوقة كما عندنا، والعلم بها أنها ستكون وبمعانيها عندنا قديم كما عندهم، غير أنهم أثبتوا الكلام النفسى ونفيناه، والحق نفيه لأنه إثباته يستلزم كون الله - جل وعلا - عن كل نقص ظرفا ومحدودا ومركبا، ويعود بالنقص على ما زعموا من قدم، وانفراد القديم لتباين الظرف والمظروف، سبحانك ربنا عن كل ما لا يليق.
[2.34]
{ وإذ } معطوف على إذ الأولى، أو معمول لمحذوف من جملة المعطوف أو المحذوف مستأنف. وذلك مثل أن يعطف اذكر أو يستأنف به أو يقدر إطاعة الملائكة
وإذ قال ربك للملائكة
فيعطف إطاعة الملائكة إذا.. إلخ. على
قالوا أتجعل
إلخ مع إذ الأولى المتعلقة بقالوا إن علقت فيه، وهذا شروع فى ذكر نعمة رابعة على الناس بعد الثلاثة، فى قوله
وإذ قال ربك
Página desconocida