لا أعرف الخمر إلا حين أهرقها ... ولا الفواحش إلا حين(6) أنفيها أليس في عسكرك هذا فعل المنكرات، وشرب المسكرات، وقتل النفوس المحرمات، ومن ينفيك من محمد وعلي، ومن يرى بولاية كل عدو وعداوة كل ولي؟، فأما لحمتك الواشجة(1)، وقرابتك القريبة فإنها لا تفيدك أكثر من النسب ولغيرك المذهب، قال الله تعالى: {يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح}[هود:6]، وقال الله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}[آل عمران:68].
وأما قوله: «بأنه أخلد إلى الدنيا»(2)، فكيف(3) يخلد إليها من عمر عمرا طويلا متمكنا منها وهو تارك لها، ولما توفي لم يدع(4) دينارا، ولا درهما، ولا هتك في حياته(5) محرما، ولا ارتكب مأثما، ولا ظلم مسلما، ولا سفك في غير الحق دما، ثم سفكت دمه، وعفيت(6) كرمه.
Página 58