Así habló Zaratustra: Un libro para todos y para nadie
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
Géneros
إن القيام بالكبائر صعب، وأصعب من هذا أن يأمر الإنسان بها. إن ذنبك الذي لا يغتفر هو أنك ذو سلطان ولا تريد أن تتحكم.
قلت: ليس لي صوت الأسد لأصدر أوامري.
فقالت - كأنها تهمس همسا: لا يثير العاصفة إلا الكلمات التي لا صوت لها. إن من يدير العالم إنما هي الأفكار التي تنتشر كأنها محمولة على أجنحة الحمام. عليك أن تسير يا زارا كأنك شبح لما سيكون يوما في آتي الزمان، هكذا تندفع في سبيلك إلى الأمام وأنت تتولى الحكم.
فقلت: إن الخجل يتولاني.
فعادت تقول، ولا صوت لها: عليك أن تعود طفلا فيذهب خجلك عنك. إن غرور الشباب لما يزل مستوليا عليك؛ لأنك بلغت الشباب متأخرا، ولكن على من يريد الرجوع إلى طفولته أن يتغلب على شبيبته.
واستغرقت في تفكيري وأنا أرتجف، ثم عدت إلى تكرار كلمتي الأولى قائلا: لا أريد، وعندئذ ارتفع حولي صوت قهقهة مزقت قلبي وصدعت أحشائي.
وقالت «هي» للمرة الأخيرة: أي زارا، إن أثمارك ناضجة، غير أنك لم تنضج أنت لأثمارك، فعليك إذن أن تعود إلى العزلة لتزيد في قساوتك لينا.
وعاد الضحك يتعالى، فشعرت أنها انصرفت عني «هي» وعاد الصمت يسود بأعمق مما كان حولي، أما أنا فبقيت منطرحا على الأرض سابحا في عرقي.
والآن، وقد أعلنت لكم كل شيء أيها الصحاب، فهأنذا أعود إلى عزلتي وما أخفيت عنكم شيئا. أرحل عنكم بعد أن علمتكم أن تعرفوا من هو أشد الناس تكتما، ومن يريد أن يكون كتوما.
وا أسفاه، أيها الصحاب، إن لدي ما أقوله لكم أيضا، ولدي ما أبذله، فلماذا لا أبذله الآن؟ ألعلني أصبحت شحيحا؟
Página desconocida