Así habló Zaratustra: Un libro para todos y para nadie

Filiks Faris d. 1358 AH
150

Así habló Zaratustra: Un libro para todos y para nadie

هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد

Géneros

فأخذت أبكي وأرتعش كالطفل قائلا: ويلاه، أريد أن أصرح، ولكن هل ذلك بإمكاني؟ أعفيني من هذه المهمة لأنها تفوق طاقتي.

فقالت، ولا صوت لها: وما أهميتك أنت يا زارا، قل كلمتك وتحطم.

فقلت: أهي كلمتي ما يهم، فمن أكون أنا؟ إنني أنتظر من هو أجدر مني بإعلانها، وما أنا أهل لأصطدم بالمنتظر فأنحطم عليه.

فقالت، ولا صوت لها: وما أهميتك أنت ما دمت لم تصل بعد إلى ما أريده من الاتضاع؟ وما أقسى ما يتشح الاتضاع به، وما أصلب جلده!

فقلت: لقد تحمل جلد اتضاعي كثيرا، فأنا ساكن عند قاعدة ارتفاعي، ولم يدلني أحد بعد على ذراه العاليات، ولكنني تمكنت من سبر أغواري ومعرفتها.

فقالت، ولا صوت لها: أي زارا، أنت المعد لنقل الجبال من مكان إلى مكان، أفما بوسعك أن تنقل أغوارك ومهاويك أيضا؟

فقلت: لم تنقل كلمتي الجبال بعد، فإن ما قلته لم يبلغ حتى آذان الناس، لقد أتيت إلى العالم غير أنني لم أتصل به بعد.

فقالت، ولا صوت لها: وما يدريك ...؟ إن الندى يتساقط على العشب في أشد أوقات الليل سكوتا.

فأجبت: لقد هزأ الناس بي عندما اكتشفت طريقي ومشيت عليها، والحق أن رجلي كانتا ترتجفان إذ ذاك، فقال لي الناس: لقد ضللت سبيلك يا زارا، بل أصبحت لا تعرف أن تنقل خطاك.

فقالت، ولا صوت لها: وأية أهمية لسخريتهم؟ لقد تخلصت من الطاعة يا زارا، فوجب عليك أن تأمر الآن، أفلا تعلم أن من يحتاج الجميع إليه بأكثر من احتياجهم إلى أي شيء إنما هو من يقضي في عظائم الأمور؟

Página desconocida