وفي الجامع روى محمد بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه طاف بالبيت، وفي رواية: يستلم الأركان بمحجنه. وأخرج البخاري ومسلم أن ابن جريج قال لابن عمر: (( ورأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين.))، وجعل ذلك من الخصال التي لم ير أحدا من الصحابة يصنعها، وذلك دليل على أن غير ابن عمر من الصحابة كانوا يستلمونها كلها. وقد عللوا الاقتصار على اليمانيين بأنهما هما الباقيان على أساس إبراهيم عليه السلام، ومع ثبوت الشرعية فلا التفات إلى ذلك، وقد ثبت التمسح بجميع البيت واستلامه. ففي الجامع الكافي وروى محمد عن مجاهد عن ابن صفوان قال: (( قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فجئت فإذا هو وأصحابه مستلمون ما بين الحجر إلى الحجر، واضعون خدودهم على البيت، وإذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقربهم إلى الباب.)). وفي سنن أبي داود عن عبد الرحمن بن صفوان قال: (( لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة، انطلقت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا الركن من الباب إلى الحطيم، ووضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسطهم.)).
Página 77