قلت: رواه عن أحمد بن حنبل في فتح الباري.وقال الإمام زيد بن علي عليهما السلام في المنسك: (( فإذا دخلت المسجد الحرام، فاستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود، فادع الله، وأثن عليه بما هو أهله، وصل على النبي وأهل بيته وقل: اللهم تصديقا بكتابك، وسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، ثم استلم الحجر الأسود وقبله إن استطعت على ألا تؤذي ولا تؤذى، وإن استقبلته استقبالا أجزاك...)) إلى قوله: (( فإن لم تستطع أن تقبله، فاستلمه بيدك اليمنى ثم قبلها، ثم قل: اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار. وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت، ثم تستلم الركن اليماني والحجر الأسود ما استطعت. فافعل ذلك سبع مرات إن قدرت، وإلا فافتتح بالحجر الأسود واختم به.))، انتهى. وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام مثل قول أخيه الإمام الأعظم عليه السلام بلفظه إلى قوله: وسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، ثم ساق معنى كلامه.
الكلام على استلام جميع الأركان:
مسألة: نص الإمام الهادي إلى الحق وغيره من العترة عليهم السلام على استلام جميع الأركان. وقد قال باستلام جميع الأركان من الصحابة السبطان الحسن والحسين، وجابر بن عبدالله، وأنس وابن الزبير، ومن التابعين أبو الشعثا وعروة، ورواه عنهم النووي في شرح مسلم، وروى ذلك ابن المنذر وغيره عن الحسنين وجابر وسويد بن غفلة، ورواه البخاري عن ابن الزبير. والعجب من العلامة الأمير حيث قال في سبل السلام: (( واتفق الجماهير على أنه لا يمسح الطائف الركنين الآخرين.))، قال القاضي: (( وكان فيه خلاف لبعض الصحابة والتابعين، وانقرض الخلاف، وأجمعوا على أنهما لا يستلمان.))، انتهى.
Página 75