Hafiz Najib: El escritor estafador
حافظ نجيب : الأديب المحتال
Géneros
24
ومن المحتمل أيضا أن هذه المسرحية ألفها حافظ نجيب من خلال أحداث حياته، كما هي العادة، ولكننا لا نملك الدليل على ذلك. كما يوجد احتمال آخر، وهو أن حافظ نجيب ترجم هذه المسرحية، عن مسرحية «البلياتشو» تأليف كزامير دي مونتبان، التي مثلتها فرقة رمسيس عام 1928.
صورة إعلان عروض فرقة حافظ نجيب في الوجه القبلي عام 1921.
إعلان مسرحية «البلياتشو» عام 1921.
بعد ذلك ترك حافظ نجيب المسرح، وتفرغ إلى عمله الصحفي في عام 1923، كما مر بنا، ولكنه ارتبط بالمسرح في هذه الفترة، من خلال كتاباته النقدية. ففي مجلة «العالمين» بتاريخ 31 / 12 / 1923، وتحت عنوان «مسارح التمثيل»، قال حافظ: «طلب إلينا الكثيرون من قراء «العالمين» الكتابة عن مسارح التمثيل في مصر، وقد امتنعنا عن طرق هذا الباب لأن مسارحنا لم تبلغ الكمال الذي نتمناه لها، ولم يبلغ أصحابها حد احتمال النقد النزيه، وكلها في حاجة إلى النقد إذا كانت تطمع بالارتقاء وبلوغ حد الكمال الذي وصلت إليه المسارح الكبرى في الغرب. امتنعنا عن الكتابة في التمثيل حتى ضج من سكوتنا الكثيرون واتهمونا بالتقصير في تأدية الواجب، وساقنا أحدهم بالإكراه لمشاهدة رواية «المهراجا» ... كنا مخطئين حين ظننا أن الكتابة في التمثيل ستكون قاصرة على النقد الجارح. أخطأنا حقيقة وكانت رواية «المهراجا» أوضح دليل على خطأ من يسيء الظن بالشيء قبل رؤيته ووزنه.»
ثم وجدناه يحلل مسرحية «المهراجا» لفرقة رمسيس، تحليلا نقديا واعيا، ومتفهما لمهمة النقد والناقد، رغم مبالغته بعض الشيء في مدح العمل بأكمله! ومن الملاحظ أن قدرة حافظ نجيب النقدية في هذه المسرحية، جاءت بسبب أن المسرحية تتحدث عن نفسية الرجل والمرأة في الحب والحياة، وما يتعلق بهذه الأمور من الناحية الاجتماعية. وهذه الأمور الفلسفية والاجتماعية هي من صميم تخصص حافظ نجيب ككاتب وأديب، وأبلغ دليل على ذلك كتبه الاجتماعية، التي تحدثنا عنها سابقا. وقد عاد حافظ مرة أخرى إلى الكتابة النقدية المسرحية، من خلال مقالته في باب «أبحاث اجتماعية»، عن منيرة المهدية، التي نشرت في مجلة «الحاوي» في 9 / 2 / 1926.
وفي أواخر عام 1926، وقبيل توقف مجلة «الحاوي» نهائيا، عاد حافظ نجيب إلى المسرح، فكون فرقة مسرحية، لعرض المسرحيات الفودفيلية الكوميدية. وقد بدأت هذه الفرقة التمثيل على مسرح برنتانيا يوم 20 / 10 / 1926، بمسرحية جديدة من تأليف وتمثيل حافظ نجيب، كانت بعنوان «بم بم»!
25
وقد قالت مجلة «الفنون» في 31 / 10 / 1926، تحت عنوان «حافظ نجيب في رواية بم بم على مسرح برنتانيا»: «انتقى حافظ نجيب كل الظروف ووضعها في رواية بم بم، الفصل الأول محاورات جميلة، فكاهات بديعة، وأبدع ما فعل أنه ظهر على المسرح يمثل الرجل الأبله، فما رأى المتفرجون حافظا في ثوب، حتى كادت تنشق قلوبهم من الضحك. وأنا واحد من الناس خفت أن يغمى علي من السرور، فتركت القاعة وهربت. وأما الفصل الثاني، فإني أؤكد للقراء أنه ليس في مقدور إنسان، أن يستمر على مشاهدته للآخر، فإنه ألعن من الأول. لكن حافظ الأبله كان شوية نبيه. وأما في الفصل الثالث، فيجب على محبي حافظ أن يمسكوا أنفسهم ويتشجعوا، حتى يروا آخر الرواية. الرواية حلوة، وحافظ جميل جمال خاص به، فهو جميل من حيث إن وجهه لا يشبه وجوه بني آدم، لا في فمه ولا في عينيه ولا في أنفه ولا في حاجة أبدا. حافظ لا شبيه له من الحيوانات، ولا من النباتات، ولا من الأحجار. حافظ يشبه حاجة واحدة فقط، حاجة غير محسوسة. وحافظ هو السرور في جسم، في جسم خاص بحافظ، فلا يرى حافظا غاضب إلا ويرضى، ولا حزين إلا ويفرح. وكان حافظ وجوقه وروايته على المسرح السرور مجسما . وقد أقبل عليه الهواة إقبالا عظيما. فاذهبوا وانظروا حافظا ثم احكموا فيما ذكرته فيه.»
وقد أعادت الفرقة تمثيل هذه المسرحية يوم 12 / 11 / 1926، على مسرح برنتانيا أيضا، وقد أعلنت عن ذلك مجلة «الفنون» يوم 7 نوفمبر، بعد أن كتبت ملحوظة في نهاية الإعلان، قالت فيها: «كل من يحمل محفظة نقود، يسلمها قبل الدخول لشباك التياترو. وكل سيدة لها حلي تودعه في محل الأمانات بالتياترو»! وهذا طبعا من باب الفكاهة، بسبب شهرة حافظ نجيب في النصب والاحتيال، تلك الشهرة التي لازمته طوال حياته.
Página desconocida