فرمقته بدهشة وقالت: هذا واضح، وهو قديم ..
فقال برجاء: يوجد أمل دائما في أن نتغلب على عاداتنا السيئة .. - لا ضرورة لهذا التعب ..
فقال برجاء أيضا: بل إني آمل أن تصومي وأن تصلي فنحن في حاجة إلى رضى الله عنا:
فقالت بامتعاض: إني مؤمنة بالله وأعلم أنه غفور رحيم .. - إنك سيدة محترمة، والسيدة المحترمة لا تسكر كل ليلة .. - إذن كيف تسكر السيدة المحترمة؟! - يجب ألا تسكر على الإطلاق.
فضحكت بصوت مزعج ولكنها سرعان ما قطبت وقالت بأسى: لا أمل! - ماذا تعنين؟ - لا أمل في بنت أو ولد، فات أوان ذلك.
وشعر بأنه يشاركها في الحزن على ذلك ولكنه قال: أمامنا على أي حال فرص طيبة للحياة الهانئة.
وبذلت محاولة غير جادة للامتناع عن الشرب ولكنها استمرت فيما هي فيه. وربما ضاعفت من إدمانها بعد رجوع عثمان إلى الاستغراق في عمله ومعاناتها لفراغ مخيف بلا أنيس. ولمحها مرة وهي تتناول قطعة من الأفيون ففزع الرجل وصاح: لا ..
فصاحت بحدة: لا تتعرض لهذا!
فسألها بلهفة: منذ متى؟ - من أيام سيدنا نوح. - ولكن .. - إلا هذا، إنه أقوى من الموت .. - ولكنه والموت شيء واحد.
فقالت باستهتار: ليكن ..
Página desconocida