جين إنترناشيونال
ملحوظة: هل عندكم حقيقة قرية اسمها «شطانوف»؟
وهل لا تزال موجودة إلى اليوم؟ صفها لي في خطابك أرجوك.
8
والواقع أني لم أكن في شغف شديد لقراءة الصفحات، كانت حالتي أقرب ما تكون إلى الذهول، لم يكن ذهول الدهشة، ولكنه ذهول الاطمئنان ، فأنا لم أصارح أحدا برأيي هذا، ولكني كنت كثيرا ما أفكر فيه، كنت أحيانا ينتابني خوف من نوع ما، خوف أن أكون قد ضخمت الموضوع أكثر مما هو في الواقع، خوف أن يثبت لي في النهاية أن السلطان حامد هذا ليس له لغز ولا مشكلة، وأنني أنا الذي صنعت اللغز وخلقت الإشكال، وممكن أن لا يثبت أن هناك سرا وراءه ولا يحزنون.
ولو حدث هذا كنت أصبت حقيقة بالذهول.
لحظتها كنت أحس براحة غريبة، راحة تمنعني عن الحركة وحتى عن محاولة معرفة الحل، وكأنه كان يكفيني أن أعرف وأتأكد أن هناك حقيقة سرا، راحة مضت تدفعني إلى أن أفكر في أي شيء إلا التفكير في تصفح الأوراق.
وخطرت لي شطانوف، لماذا لم أتذكر أن جدي الأكبر طالما حدثني عنها، وطالما ذكرني أن لنا هناك أقرباء، وأن جدي الأعلى غادرها في أيام القحط، واستقر في بلدنا، ولماذا لا يكون السلطان حامد قد أقام فترة في شطانوف في الزمن القديم، ولماذا لا أكون من أحفاده؟!
وقلت أرحم نفسي وأقرأ الخطاب.
ولكني وجدت الصفحات مكتوبة بالفرنسية وأن محصولي فيها ضعيف؛ ولذا أسرعت إلى أحد الأصدقاء الضليعين فيها، واشتركنا في ترجمته، وهكذا كانت بدايته:
Página desconocida