قال الزبيدي١: ولما اختلفت هاتان الروايتان في العدد، أمرني أمير المؤمنين ﵁ بامتحانِ ذلك، فعددْتُ ما تضمَّنَ الكتاب من الألفاظ، فألفيت فيه سبعة عشر ألف حرفٍ وتسعمائة وسبعين حرفًا.
هذا وقد أثني العلماء كثيرًا على هذا الكتاب.
فقال شمر: ما للعرب كتابٌ أحسنُ من مصنَّف أبي عبيد٢.
وقال ابن درستويه: الغريب المصنف، من أجلِّ كتبه في اللغة٣.
وقال أبو عبيدٍ عن كتابه: هذا الكتاب أحبُّ إليَّ من عشرة آلاف دينار. يعني الغريب المصنَّف٤. وقال إبراهيم الحربي: ليس لأبي عبيد كتابٌ مثلُ الغريب المصنف٥.
توثيق الكتاب
لا حاجة إلى توثيق نسبة الكتاب لمؤلّفه، إذ ذكره كل من ترجم لأبي عبيد، قديمًا وحديثًا وتكاد تصل نسبة الكتاب لمؤلفه مبلغ التواتر، ولا حاجة لتفصيل ذلك، فقد مرَّ أكثر مَنْ ذكر هذا الكتاب في أثناء كلامنا في هذه المقدمة متفرّقًا، فهو أشهرُ من نارٍ على علمٍ.
ويسَّمى أحيانًا "الغريب المؤلف" كما جاء في الورقة الأخيرة من مخطوطة تونس، وكذا ذكره الأزهري في مقدمة تهذيب اللغة ص ٣١ وص ٥٣.
_________
١ طبقات النحويين ص ٢٠٢.
٢ إنباه الرواة ٣/٢٣.
٣ تاريخ بغداد ١٢/٤٠٤.
٤ الفهرست ص ١٠٧.
٥ تاريخ بغداد ١٢/ ٤١٣.
1 / 269