وعاد إدوارد إلى فازرنجاي ودخل إلى جناحه بمنتهى الحذر حتى لا يدرك أحد شيئا عن خروجه أو عودته.
وتقابل العروسان بعد يومين، وكان الملك قد نظم رحلة صيد شرف في أثنائها منزل السيد ريتشارد ودفيل، ولم تبد اليصابات في أثناء تلك الزيارة والرحلة ما يشتم منه رجال الحاشية وجود علاقة بينها وبين الملك.
وهكذا قضى الاثنان شهر العسل. وفي مذكرات السير جون هوارد وصف هذا الرجل «كيف قضى الملك هناك أربعة أيام لما زارته اليصابات سرا في أثنائها دون أن يعرف مخلوق على الأرض بذلك غير أمها.»
لقد تزوجت
ومرت الشهور الأولى من زواجهما تتخللها لحظات قصيرة من السعادة ثم الفراق، وعاد وارويك بعد ذلك من سافوي يحمل أخبارا حسنة عن الأميرة بونا وجمالها وثروتها، ولكن والدة الملك أصرت على أفضلية اختيارها.
أما الملك فلم يظهر ميلا إلى إحدى الاثنتين؛ ولذلك ألحا عليه لكي يتخذ قراره بسرعة ويبوح باسم من يميل إلى الزواج منها، ولما اشتد إلحافهما قال الملك بصوت ضعيف: لقد تزوجت.
وصاحا به: ممن؟
قال: من اليصابات ودفيل أرملة السير جون جراي! وبدأت الثورة؛ إذ تبين وارويك أن آماله قد انهارت بسرعة، فخلع رداء الناصح المستكين الخاضع، وتحول إلى طاغية مستبد يصيح بضرورة الطلاق السريع.
أما الملكة الوالدة فكان غضبها أشد من غضبه بكثير، وأقسمت ألا ترى تلك المرأة الشيطانية التي أوقعت ابنها في حبائل خداعها، وألا تغفر لها تلك الإهانة.
وثار الملك بدوره كذلك؛ إذ إنه سكت قبل ذلك خوفا من افتضاح السر، وما دام السر قد عرف فما الذي يدعو إلى السكوت بعد ذلك؟
Página desconocida