وكان قصرها محاطا بالحرس والبوليس السري؛ وذلك لأنها مطمح المصورين والرسامين والصحفيين الذين يقصدون القصر في كل صباح لكي يفوزوا بصورة أو حديث، فكانوا يعودون خائبين.
وتمتاز ماجدا لوبيسكو فوق جمالها الفتان بذوقها السليم، وحسن اختيارها للملابس، وحبها للماس والفراء والسينما.
وهي شديدة الإخلاص للملك حتى إنها ترفض الظهور معه في أي حفلة من الحفلات؛ ولذلك كثيرا ما كانت تتخفى في ملابس خاصة، وتجلس بين أصدقائها وصديقاتها في مكان منعزل أثناء تلك الحفلات ترقب تحية الجماهير لمولاها وقد انبسطت أسارير وجهها فرحا، وامتلأت نفسها فخرا وزهوا بصداقة جلالته التي أنعم بها عليها، وهي تقنع بهذا كله وهي في ركنها دون أن يلحظها أو يعرفها أحد.
اذكري هيلانة!
في أواخر عام 1934، اتهم الرومانيون ماجدا لوبيسكو بتضخم نفوذها في البلاط، وأخذ حزب الحرس الحديدي يفكر فيما عساه أن يفعل لكي يخلص البلاد من نفوذها؟
وقد أخذ أعداؤها يدبرون الدسائس والمؤامرات حتى قيل: إنهم أرسلوا إليها تهديدا بالقتل، اضطرت على أثره أن تغادر قصر الملك كارول الصيفي في ضاحية سينايا الذي كانت تتردد عليه من وقت إلى آخر، وأصبحت حياتها تعسة جدا بعد ذلك؛ إذ كانت كلما ظهرت أمام الجمهور في مجتمع من المجتمعات، أو مسرح من المسارح، تعالت الصيحات في وجهها تصم الآذان، وهي تنادي بها: «اذكري هيلانة! اذكري هيلانة!»
كانت هذه صيحة الأعداء الذين اتخذوا من زوجة الملك السابقة الأميرة هيلانة رمزا للحق والطهر والعفاف ضد سلطان ماجدا لوبيسكو. وكانت هذه الصيحات تلاحقها في كل مكان، وكثيرا ما كانت تفتح الغطاء وهي تجلس على مائدتها لتناول الطعام فتسقط منه ورقة عليها: «اذكري هيلانة!» كما أنها قد تركب سيارتها فتجد بها ورقة مطوية، ولكنها لا تقرؤها بل تقذف بها من النافذة توا؛ وذلك لأنها تعلم جيدا ما بها.
وأغرب ما حدث لها هو أنها كانت تستمع للراديو في ذات مساء وهي في منزلها، فإذا بالنغمات الموسيقية التي كانت تصغي إليها تقطع فجأة، وإذا بها تسمع الراديو يصيح بها: «اذكري هيلانة!»
ولم تلبث الموسيقى أن عادت بعد لحظة.
وهكذا كان ذلك الإنذار يلاحقها أينما ذهبت حتى لم تجد بدا من أن تغادر البلاد في رحلة إلى الخارج، رافقها في خلالها المسيو ديمتريسكو، سكرتير الملك كارول.
Página desconocida