98

Las joyas de la sabiduría

فصوص الحكم

Géneros

يستلزمه . فلذلك قبل النفس الإلهي صور العالم . فهو(1) لها كالجوهر الهيولاني وليس إلا عين الطبيعة . فالعناصر(2)صورة من صور الطبيعة(2) . وما فوق العناصر وما تولد عنها فهو أيضا من صور الطبيعة وهي الأرواح العلوية التي فوق السموات السبع . وأما أرواح السموات السبع وأعيانها فهي عنصرية فإنها من دخان(3) العناصر المتولد عنها ، وما تكون(4) عن كل سماء من الملائكة فهو منها" فهم عنصريون ومن فوقهم طبيعيون: ولهذا وصفهم الله بالاختصام-أعني الملأ الأعلى- لأن الطبيعة متقابلة ، والتقابل الذي في الأسماء الإلهية (1-60) التي هي النسب ، إنما أعطاه النفس . ألا ترى الذات الخارجة عن هذا الحكم كيف جاء فيها الغنى عن العالمين .؟ فلهذا أخرج العالم على صورة من أوجدهم وليس إلا النفس الإلهي . فيما فيه من الحرارة علا ، وبما فيه من البرودة والرطوبة سفل ، وبما فيه من اليبوسة ثبت ولم يتزلزل . فالرسوب للبرودة والرطوبة. ألا ترى الطبيب إذا أراد سقتي دواء لأحد ينظر في قارورة مائه ا فإذا رآه راسبا علم أن النضج قد كمل فيسقيه الدواء ليسرع في النجح وإنما يرسب لرطوبته(6) وبردوته الطبيعية . ثم إن هذا الشخص الإنساني عجن(7) طينته بيديه وهما متقابلتان وإن كانت كلتا يديه يمينا(8)، فلا خفاء بما بينهما من الفرقان ، ولو لم يكن (9) إلا كونهما اثنين أعني يدين ، لأنه لا يؤثر في الطبيعة إلا ما(10) يناسبها وهي متقابلة . فجاء باليدين : ولما أوجده باليدين سماه بشرا للمباشرة اللائقة بذلك الجناب باليدين المضافتين إليه . وجعل ذلك من

Página 144