رجع: وفعل ذلك أهلةً. فلما كان في بعض التطواف وجد فلذةً من الزمرذ، قال: ما يصنع بهذه كسوب جوال! لا تخفن بها ذات الكشيش؛ فإنطلق بها وبإتاوته مع الهلال. فلما نظرت إليها في يده ندرت منها العينان فقالت: الأجل موقوت، أذاب عينى زير جد لا ياقوت، ما بعثك على ذلك أبا الأدراص؟ قال: ما علمت أن الجوهر لك ضار، " وأتتك بحائن رجلاه "، والدليل على ذلك أنى منك غير فارٍ، دونك فأمتثلى ما شئت من الأمثال. قالت: إنك لصادق، والصدق نجاة، لتكن لي عندك وظيفتان ما وكنت المفرخات. غاية.
وإنطلق فأتخذ عرسًا تسعده، ينجدها على العبادة وتنجده، تمجد ربها ويمجده. فلما كثر منها ولده، خرج في رأد الضحاء طالبًا للرزق، فأنقضت عليه لقوة لقيته بأحد المنكرات. غاية.
أو سلط عليه آل زارعٍ ومعها الكلاب، فشفى بلحمه القرم وأحتكم في إهابه القرظ والغاف، ثم قرن بغيره فأتقي به المكثر شفيف الشتوات. غاية.
تفسير: آل زارعٍ " وذارع بالذال ": الكلاب. والغاف: ضرب من الشجر يدبع. به. والشفيف: شدة البرد، وهو أيضًا شدة الحر.
رجع: خالقى لا أختار شبه الظالمين، فإن الشيئين يتشابهان، فينقلهما التشابه إلى الأنفاق، كإن المكسورة المشددة أشبهت الأفعال فجاء بعدها إسمان؛ آخرهما كالفاعل وأولهما كالمفعول، وكذلك ما قاربها من الأدوات. لا تجعلنى رب معتلا كواو يقوم، ولا مبدلًا كواو موقنٍ تبدل من الياء، ولا أحب أن أكون زائدًا مع الأستغناء، كواو " جدول " و" عجوز " فأما واو عمرو فأعوذ بك رب الأشياء، وإنما هي صورة لا جرس لها ولا غناء، مشبهها لا يحسب من النسمات. غاية.
تفسير: " إن " يشبهونها بالفعل الذي يتقدم مفعوله على فاعله؛ مثل: ضرب زيدًا عمرو. وما قاربها من الأدوات: مثل ليت ولعل وما أشبههما. وواو جدولٍ وعجوزٍ زائدتان؛ لأنهما من الجدل والعجز رجع: ربنا إله ما ألاه، كفران إلاه، أن يتابع فضله ونعماه، فأل نفسك تقو على تقواه، وأل الشر بألك تريد ما نافاه، وأعبد إلك ودع ما سواه، وإرفع ألك إليه فيمن دعاه، فلن ينفع الكافر أليله من الله، وأخمد الغضب من أدمعك بقطراتٍ. غاية.
تفسير: ما ألاه: ما قصر به. والإلى: النعمة واحدة الآلاء. وأل نفسك أي سسها. وأل الشر بألك: أي أطعنه بحربتك. وإن كسرت بالك فمعناه: أدفع الشر بإلهك. وأعبد إلك أي ربك. وإرفع ألك إليه فيمن دعاه أي إرفع صوتك إليه بالدعاء. فلن ينفع الكافر اليله أي أنينه.
رجع: أجد عمك وجد فيه، وأجد على طالب رفدك ومعتفيه، وأجد ثوبًا للآخرة تكتسبه، فالمرء رهن أيامٍ نحساتٍ. غاية.
بالله أستنصر على رجلٍ يأبي المعروف ولا يأبه لفعل جميلٍ، وأملح أبٍ خير للأب من الولد العاق؛ فليكن ذكر الله أبا أرعاه، وأبًا أرجو مسعاه فطوبى لمن أب إلى رحمته كالإبل أبت لسقابها المختلجات. غاية.
تفسير: ولا يأبه أي لا يفطن، يقال ما أبهت لكذا وكذا " بالكسر والفتح " أي ما فطنت. وأملح: التيس الذي يعلو سواده بياض، وقيل هو الأبيض، وقيل هو الذي فيه سواد وبياض. والأبى: الذي قد أصابه الأباء وهو داء يصيب الماشية إذا شربت ماء قد بالت فيه الأورى. والأب: المرعى، وقيل: هو للراعية مثل الفاكهة لبني آدم. وأب الرجل إلى الشئ إذا نازع إليه.
رجع: أبن بديار المتقين، وابن دارك في الآجلة وأبن فعلك من فعل المجرم، وأبن نفسك وأنت حي؛ فكلنا يلحق بالأمم المتقدمات. غاية.
من هلك وهو شاب، ما شمط ولا شاب، فإنه لو هرم، لمل وبرم، والكبر، بئس المسبر، ملأ الأنف، وأخلى الأذن من الشنف، وجعل بيض الثنايا سودًا، وأما كنها وهودًا، ويلم القبر مسكنًا لا ترفع له الجدرات. غاية.
1 / 43