رجع: يا حمامة الأيك، أين السلكة والسليك، بل أسألك عن سمييك، بنت قرظة وأبي الواقف على أبي مليكٍ، أخبري إن كنت من المخبرات. غاية.
تفسير: الأيك: جمع أيكة وهي شجر ملتف وربما خص به السدر؛ وروى عن ابن عباسٍ أن الأيك شجر المقل. والسليك: ابن عميرٍ وأمه السلكة، وهو من سعادة العرب ويقال له سليك المقانب؛ وأنشد لعبد يخاطب قومًا:
لزوار ليلى منكم آل برثنٍ ... على الهول أمضى من سليك المقانب
تزورنها ولا أزور نساءكم ... ألهفى لأولاد الإماء الحواطب
وسميًا الحمامة: هما الفاختة بنت قرظة التي كانت امرأة معاوية بن أبي سفيان. والفاختة تعد من الحمام؛ والحمام عندهم ما كان ذا طوقٍ. وأبو الواقف على أبي مليكٍ: هو ابن الحمامة الشاعر، وقف على الحطيئة العبسى فقال له: ما عندك يا راعي الغنم؟ الخبر.
رجع: يا مفرخة، إن الأعمال منتسخة، ومن الضعة سكنى الضعة، سبحي ربك مع المتهجدين. وقع المحظار، على ذوات الظار، فأخذ ما أخذ غير حميدٍ، وبعلم الله شرب الفصيد. لو كان الإنسان حبلًا، لتركته الحوادت نبلًا، فاكتبنا رب من المحسنين. وصاحب الكاذب قمر، ولا يدري المكذوب كيف يأتمر، فاجعلنى رب من الصادقين. والغفر، أنفع من الوفر، فعفرانك راحم المذنبين. وليس للهرم، من مكرم، ذهب ذهاب درمٍ، فارزقني كبر المطيعين. والقؤول الهذرة، ذرة جرت ذرةً، من جراب شعثاء حذرةٍ، فاكفنى رب قول المتخرصين. وكحل تطعم الكلب، سنام الذعلب، وتجلب بغير الينجلب، إلى الغوي المترب، ذات الحسن المعرب؛ فالطف مالكنا بالمتسترين. والجدب يحشر إلى الأمطار، أرباب الإصار، ويوكل أهل الصرم الحشرات. غاية.
تفسير: الضعة: شجر يشبه الثمام ويقال هو الثمام بعينه. والمحظار: ضرب من الذباب والظار: من قولك: ظأرت الناقة إذا عطفتها على غير ولدها. والنبل: الحجارة الصغار؛ ومنه الحديث في الاستنجاء: إتقوا الملاعن وأعدوا النبل. وقمر: من قمر العينين لا يبصر. درم: رجل يضرب به المثل، ويقال إنه من دب بن مرة بن ذهل بن شيبان، وكان قتل فلم يدرك بثأره؛ وإياه عنى الأعشى بقوله:
ولم يود من كنت نسعى له ... كما قيل في الحرب أودى درم
ذرة جرت ذرة: أي يدخل في أمر أكبر منه. والشعثاء: الفقيرة. وكحل: السنة المجدبة. والكلب: الكلب إذا أصابه الكلب. والذعلبة: الناقة السريعة. والينجلب: خرزة تؤخذ بها النساء رجالهن، واشتقاقها من أنها تجلب الرجل إلى امرأته؛ ومن كلامهم: أخذته بالينجلب فلم يرم ولم يغب ولم يزل عند الطنب والإصار: الطنب، ويقال: الوتد. والصرم: الأبيات المتجمعة من أبيات البادية وليست بالكثيرة.
رجع: يا ماعلة يا ماعلة، ما أنت في التقوى فاعلة، أطرى فإنك ناعلة، ما أنت لمرشدك جاعلة، ستضح لك شاعلة، ترفعها بالسدف قاعلة، تكفرها عن الناس الكفرات. غاية.
تفسير: الماعلة: من المعل وهو سير سريع. وأطرى: أي اركبى طرة الجبل وهي ناحيته. والقاعلة: جبيل دون الجبل الأطول وجمعها قواعل؛ ومن ذلك قول امرئ القيس:
كأن دثارًا حلقت بلمونه ... عقاب ملاع لا عقاب القواعل
عقاب ملاع: هي العقاب السريعة الاختطاف. تكفرها: تسترها. والكفرات: من أسماء الجبال.
رجع: أين شد أنتحيه، لاح البارق فالمحيه، قدسي ربك وسبحيه، وذمي نفسك ومدحيه، وهبى مالك تربحيه، واذكرى غائبك واستحيه، وراعي صاحبك وانصحيه، تحسبي من الخيرات. غاية.
باتت العروس تجلى كروضة حزنٍ لا تخلى، بين حلل وحلى، كأجواز عناظب هزلى، فأصبحت تقبر لتبلى، من لقب سالمًا بالحبلى، وسمى الجبل أجلى، تهافت أولئك هطلى، وربنا الكريم الأعلى، فاستغن عن السرق بالنمرات. غاية.
تفسير: العنظب: ذكر الجراد. والحلى يوصف فيقال كأنه هزلى الجراد. وسالم الحبلى: من أجداد عبد الله بن أبي الأنصاري؛ سمى الحبلى لعظم بطنه. وأجلى؛ جبل ومن أمثالهم: أرها أجلى أنى شاءت، يضرب ذلك للرجل المقتدر على الشئ. وتهافت: سقط. وهطلى: بعضها في إثر بعض. والسرق: الحرير الأبيض. والنمرات: جمع نمرةً وهي ثياب فيها سواد وبياض.
رجع: كم أذمر نفسي حاضًا لها على فعل الخير وهي غير مصغية إلى طول الذمرات. غاية.
صل في الضراء والخمر، وفي البراح الأكشف وباشر الأرض بمسجدك وإن شئت فعلى الخمرات. غاية.
1 / 35