تفسير: الغاضية: النار الشديدة الوقود؛ وزعم يعقوب أنها من الأضداد، يقال ظلمة غاضية إذا كانت شديدة، وكذلك نار غاضبة. والمنفض: الذي قد قل زاده، وهو من نفض المزاد. والريح الخفاقة: الشديدة الهبوب. والسماء العقاقة: من عقائق البرق، والعقيقة: البرقة المستطيلة. والعق: الشق، ومنه أخذ ذلك لا نشقاق السحاب عنه، ولذلك قيل للسيف عقيقة تشبيهًا بعقيقة البرق لاستطالته. والرازم: المعيي.
رجع: لاتبك جنازة الزق المريض، ودع الكهل المرقب يفك غله سواك. فياويح أخي هرمٍ، سمى بنت كرم أم كرم. وإذا اغتبطت قاذ كر ما يطرق به الموت من السكرات. غاية.
تفسير: العرب تذكر في شعرها الزق وتشبهه بالمريض وبالميت الذي يناح عليه، وكان غرضهم في ذلك العكس يريدون بالنياحة: الغناء. ويصفون الزق بالكهل المرقب: يريدون بذلك أنه جلد تيس قد أسن وسلخ من رقبته؛ قال الشاعر:
اذا الكهل المرقب جيف آلو ... إلى سيٍ له في القرو ثان
كأن الذارع المغلول منها ... سليب من رجال الديبلان
القرو: شئ يجعل فيه زق الخمر. والذارع: زق الخمر. والديبلان: جيل معروف.
رجع: سرك بقاء أهلك؛ لو سلمت الحواس، لحمد البقاء الناس؛ ولكن الموت أجمل بدلفٍ مفندين، ونهابل من الكبر مهتراتٍ. غاية.
تفسير: دلف: جمع دلوف وهو الذي قد تقارب خطوه من الكبر ومفندين: قد دهبت عقولهم فتكلموا بالفند وهو مالا ينبغي. والنهابل: جمع نهبلةٍ وهي العجوز. والمهترة: التي قد ذهب عقلها من الكبر، والاسم الهتر.
رجع: كأنى قتلت للمنايا أهلًا، فهي تنقب عنى حزنًا وسهلًا، تطلب عندي الترات. غاية.
لقد خفت النقمة، من رب العظمة، لم ولمه، عصيت أمي الكلمة، هو العبد زنمة، لا تبت فوق أكمة، ولا تحدث سرك ابن أمة، أرتع سعد في الينمة، وشرب سعيد الحمة، سفك الحارث دمه، ما الدلاص الدرمة، بالمنحية ولا المسلمة. شر الرعاء الحطمة، وأفضل النيران الزهمة، يطرقها ابن مظلمةٍ؛ كل نعامةٍ تحب العذمة، ولكل أسدٍ أجمة، لقد طمح مرقمة، وأنا طامح فمه، والعرب تنطق على لسان الرمة، وما نغمت قط بنغمة، والدنيا دار حسرات. غاية.
تفسير: عصيت أمي الكلمة: مثل تقوله العرب، وأصله رجل كلمته أمه بكلمةٍ فعصاها فيها. وهو العبد زنمة. مثل أيضا يقال للرجل قد قد قد العبيد. ولا تبل فوق أكمةٍ: مثل مضروب. ومن قال تبت أراد به لئلا يسقط.
ولا تحدث سرك ابن أمةٍ: مثل يضرب أيضًا. وسعد وسعيد: ابنا ضبة وقد مضى ذكرهما. والدرمة: الدرع التي قدمت فذهبت خشونتها، والخشنة: هي القضاء. والعذم: نبت تأكله النعام. لقد طمح مرقمة: مثل يضرب لمن هلك؛ وأصله أن رجلا من بني فزارة كان معه رجلان، واسم الفزاري حذف، فاصطادوا حمارًا فقعدوا يشتوونه، فجعل الرجلان يطعمان الفزاري من جردان الحمار، فيقول أكل شوائكما جوفان، ثم فطن لما يفعلان فقال لا بد من أن تأكلا كما أكلت؛ فامتنعا فجرد الفزاري سيفه فضرب أحد الرجلين فقتله وكان يقال له مرقمة، فقال صاحبه: طمح مرقمة. فقال الفزاري: وأنت إن لم تلقمه (بفتح الميم) وهذه لغة لبعض العرب إذا وقفوا على الهاء التي تلحقها الألف للتأنيث، مثل: تلقمها وتفعلها ينقلون حركة الهاء إلى الحرف الذي قبلها ويحذفون الألف، وعلى هذا ينشد هذا البيت:
أراني قد لقيت بدار قومي ... مظالم كنت في جرمٍ أخافه
وبهذا الحديث عيرت بنو فزارة بأكل فعول الحمر. والرمة: وادٍ (مخفف الميم)، والعرب تزعم أنها تقول: كل بني يحسيني، إلا الجريب فإنه يرويني. يحسني: يسقني قليلًا قليلًا. والجريب: اسم موضع، وربما قالوا الجريب، وهو من بعض الشعاب التي تفرغ إلى هذا الوادي.
رجع: إرض عنا مولانا وأرضنا، عرض غيرنا أجدب من عرضنا، لأفقر منا يهدى غمام أرضنا، أنضنا من المكاره ولا تنضنا، وأمض عنا كل ممضنا، فالأنفس إليك مبتدرات. غاية.
العرض: الوادي. أنضنا: أي أخرجنا، من نضا السيف إذا أخرجه.
رجع: عز رب العابد والمتعبد، لو ذقت الكشية بالكبد، لم ترسل ضبا في وبدٍ؛ الظليم يهتبد، وكل ذي ريشٍ يسبد، أنا من الحق عبد، فمتى أرشد وأرشد، والحية متر بد، والأيام يجعل المعارف نكراتٍ. غاية.
1 / 32