ومنها لام التعريف، فإن أطلق اسم الجنس المعرف بها على نفس الحقيقة من غير نظر إلى ما صدقت عليه من الأفراد، نحو: الرجل خير من المرأة. فهو تعريف الجنس، ونحوه علم الجنس كأسامة، وإن أطلق على حصة منهما معينة معهودة بين المخاطبين، نحو: ما فعل الرجل. لمعهود بينك وبين مخاطبك، فهو تعريف العهد الخارجي، ونحوه علم الشخص كزيد، وإن أطلق على حصة غير معينة، نحو: أدخل السوق حيث لا عهد، فهو تعريف العهد الذهني، ونحوه النكرة كسوق، وإن أطلق على كل الأفراد نحو: ?والعصر إن الإنسان لفي خسر?[العصر:1] فهو تعريف الاستغراق، ونحوه كل مضاف إلى نكرة، نحو: كل إنسان في خسر.
[مبحث في سبب وضع الألفاظ وواضعها]
(31) فصل /25/ وسبب وضع اللفظ الحاجة إلى التعبير عما في الضمير، وهو ممكن بالإشارة والمثال، لكن اللفظ أولى؛ لأنه أعم منهما وأسهل.
ودلالته على مسمى دون مسمى مع استواء النسبة إليهما ممتنعة، فلا بد من مخصص له بأحدهما، والمخصص: إما الذات وهو باطل؛ إذ ليس بينه وبين مدلوله مناسبة ذاتية، خلافا (لعباد)، وتأوله (السكاكي). وإما الوضع وهو الأصح.
واختلف في واضع اللغات: فعند (جمهور أئمتنا، والبهشمية ) : واضعها البشر واحد أو جماعة، ويحصل تعريفها بالإشارة والقرائن كالأطفال.
وعند (المرتضى ، وأبي مضر، والبغدادية ، وأكثر الأشعرية): توقيفية.
(الأشعري ) : وذلك بالوحي، أو بعلم ضروري، أو بخلق الأصوات، إما أن يخلق في كل شيء إسماع اسمه أو في بعض الأشياء له ولغيره.
Página 98