أصول الإنشاء والخطابة

Muhammad Tahir Ibn Ashur Tunisi d. 1393 AH
69

أصول الإنشاء والخطابة

أصول الإنشاء والخطابة

Investigador

ياسر بن حامد المطيري

Editorial

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

إذا سَاءَ فِعْلُ المَرْءِ ساءَتْ ظنونُه ... وصَدَّقَ ما يعتَادُه مِنْ تَوَهُّم وقول الخُوَارَزْميِّ في بعض مكاتيبه: "إذا أحسَّ من لسانه بَسْطَةً، ووجد في خاطرِه فَضْلةً، وأصاب من القول جَرَيَانًا، قال: ما وَجَد بيانًا" فحَلَّ بذلك قولَ الشاعر: وقد وجدتَ مكان القولِ ذا سَعَةٍ ... فإن وَجَدْتَ لسانًا قائلًا فَقُل مع تغيير في اللفظ والمعنى. وأما عَقْدُ النثر فكثيرٌ، ومنه قولُ أبي تمام: أتصبِرُ للبَلْوَى عَزَاءً وحِسْبَةً ... فَتُؤْجَرَ أم تَسْلُو سُلُوَّ البَهَائِم عقد قول علي ﵁ للأشعث بن قيس: "إمَّا صَبَرْتَ صَبْرَ الأحرار، وإلا سَلَوْتَ سُلُوَّ البهائم". حكى القاضي الفاضل قال: أرسلني أبي إلى يوسف بن أبي الخلال رئيس ديوان الإنشاء بمصر في الدولة الصلاحية لتعلُّم فَنِّ الكتابة، فرَحَّبَ بي ثم سألني: ما الذي أعددتَ من الآلات؟ فقلت: القرآن، وكتاب الحماسة. فقال: إن في هذا لبلاغًا. فلمَّا تَردَّدْتُ إليه، وتدَرَّبْتُ بين يديه، أمرني أن أَحلَّ شعر الحماسة فحللتُه من أوله إلى آخره، ثم أمرني أن أحلَّه مرةً ثانيةً ففعلت، فقال لي: اشتغل بمثل هذا وأنت إذًا تُحسِنُ الإنشاء. ومما يجب التنبُّه إليه أنَّ المرجع في كلِّ صِنْفٍ إلى اختيارِ جَيِّدِ إنشاءِ فُحُولِه، ففي الكتابة يجب تتبع أساليب مجيديها من كتابة ديوانية

1 / 112