أصول الإنشاء والخطابة

Muhammad Tahir Ibn Ashur Tunisi d. 1393 AH
68

أصول الإنشاء والخطابة

أصول الإنشاء والخطابة

Investigador

ياسر بن حامد المطيري

Editorial

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

التَّمَرُّنُ على الإِجَادَةِ معالجةُ المتكلِّم أداءَ ما قَرَّرَه وهَذَّبَه من المعاني بما يُنَاسِبُها من اللفظ، وما يناسب غَرَضَ الكلام ومَقَامَه هو غايةُ علم الإنشاء؛ لأنَّ تلك المعالجةَ تصير دُرْبَةً وبيانًا، ويحصل ذلك بمطالعة كلامِ البلغاء، وتتبُّع اختيارهم، وسَبْر أذواقهم في انتقاء الألفاظ وابتكار المعاني، لتنطبع في الذهن صُوَرٌ مناسبةٌ -كما تقدم في أساليب الإنشاء- فيحصل من ذلك ما لا يحصل من دراسة قواعد الفصاحة والبلاغة، وقد قالوا: "إنَّ السَّمْعَ أبو الملكات اللِّسَانية". ولهذه المعالجة طرائق: إحداها: المطالعة. ثانيها: الحفظ. ثالثها: حَلُّ الشعر وعَقْدُ النثر، بمعنى تصيير الشعر نثرًا والنثر نظمًا، مع المحافظة على أصل المعنى، سواء كان بتغييرٍ قليلٍ في اللفظ وفي المعنى، أم بدونه، ومن أحسن حَلِّ الشعر قول صاحب (قلائد العقيان): "فإنَّه لَمَّا قَبُحت فَعَلاتُه، وحَنْظَلَتْ نَخَلاته، لم يزل سوءُ الظَّنِّ يقتادُه، ويصدِّق تَوهُّمَه الذي يعتاده" حَلَّ به قولَ المتنبي:

1 / 111