ثمَّ جمع عبد الْملك بن قريب الْأَصْمَعِي وَكَانَ فِي عصر أبي عُبَيْدَة وَتَأَخر عَنهُ كتاب غَرِيب الحَدِيث أحسن فِيهِ الصنع وأجاد
وَألف فِي اللُّغَة كتاب الْأَجْنَاس وَغَيره ومصنفاته تنيف على ثَلَاثِينَ مجلدا
وَقَرِيب لقب أَبِيه واسْمه عَاصِم وَهُوَ بِضَم الْقَاف وَفتح الرَّاء وَسُكُون الْمُثَنَّاة من تَحت آخِره بَاء مُوَحدَة
وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن المستنير الْمَعْرُوف بقطرب صنف فِي اللُّغَة وَغَيرهَا قريب كَذَا عشْرين مصنفا
وَكَذَلِكَ أَبُو عَمْرو إِسْحَاق بن مرار الشَّيْبَانِيّ صنف كتاب الْجِيم والنوادر والغريب المُصَنّف
واستمرت الْحَال إِلَى زمن أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَذَلِكَ بعد المئتين
قَالَ ابْن خلكان وَيُقَال إِنَّه أول من صنف فِي غَرِيب الحَدِيث
وصنف بضعَة وَعشْرين كتابا فِي الْقُرْآن الْكَرِيم والْحَدِيث وغريبه وَالْفِقْه فَجمع الْغَرِيب المُصَنّف فِي اللُّغَة وَكتابه الْمَشْهُور فِي غَرِيب الحَدِيث والْآثَار أفنى فِيهِ عمره وأطاب بِهِ ذكره حَتَّى رُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ جمعت كتابي هَذَا فِي أَرْبَعِينَ سنة وَهُوَ كَانَ خُلَاصَة عمري
وَلَقَد صدق رَحمَه الله تَعَالَى
وَلما وضع كتاب الْغَرِيب عرضه على عبد الله بن طَاهِر فَاسْتَحْسَنَهُ وَقَالَ إِن عقلا بعث صَاحبه على عمل هَذَا الْكتاب حقيق أَن لَا يحوج إِلَى طلب
1 / 28