13 ...
على أن ما قد يلاحظ من ضروب الصناعة إنما يكثر في صدر «الفردوس» لا في سائره، وفي أوائل عرضه لا في أوساطه وأواخره، إذ وشي هذا القسم أيام الشباب، وجنون الغرام بالأدب المزور اللباب،
14
أما ما يفرط من القلم أحيانا مما هو بالهزل والمجون أشبه، فإنما الهدف فيه، بعد الإحماض والتفكيه،
15
هو الاستعانة على ما وراء ذلك، من دقيق الأغراض وخفي المسالك، ورحم الله من قال: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو والباطل؛ ليكون ذلك أعون لها على الحق ... أو كما قال. «وأما بعد» فإن هذا «الفردوس» إنما هو - كما ترى - وصلة إلى عرض أنماط مختلفة من الكلام، وألوان شتى من القول، في كل ما عسى أن يفكر فيه المفكرون، من ضروب العلم والعرفان، وأفانين الثقافة والبيان، وسيطول هذا «الفردوس» ويستوسع، حتى لقد يستوعب عدة أسفار، وحتى ليصح أن يعد هذا السفر غيضا من فيض ، بالإضافة إلى سائر الكتاب.
والله سبحانه هو الموفق إلى إتمام هذا العمل، وأن يجعل القبول حليفه، ورضا الناطقين بالضاد عنه أليفه، إنه سميع الدعاء، وهو حسبي ونعم الوكيل.
عبد الرحمن البرقوقي
ربيع الآخر سنة 1359ه/مايو سنة 1940م •••
حدث أديب ثبت
Página desconocida