8
وتصرمت السنون، وتجرمت الدهور،
9
حتى إذا كانت سنة 1927 زارني أحد أصدقائي من كتاب إحدى المجلات الأسبوعية، وسألني شيئا ينشره لي، فعرضت عليه أشياء من بينها هذه القطعة من «الفردوس»، فأخذ في إذاعتها، فحفزني ذلك إلى إتمامها، فخطوت فيها خطوات رغيبات
10 ...
وأخيرا، وفي هذه الأيام، اقترح علي أخ لي كريم أن أبادر بطبع هذا «الفردوس» منجما على أسفار، على الرغم من غلاء الأسعار، فامتثلت وأنا أقدم رجلا وأؤخر أخرى، لا لشيء سوى أنني أخشى ألا يروق مثل هذا الأسلوب طائفة من مثقفي هذا الجيل، لما يغلب على بعض مواضعه من الغريب والصناعة البيانية، من تشبيه واستعارة وسجع وازدواج وتضمين واقتباس ووصف مسهب، وما إلى ذلك مما قد ينبو به ذوق فئام
11
من أدباء هذه الأيام ... بيد أني أظن أن هناك على هذا جمهرة متوافرة من عشاق البيان، ولغة الضاد والفرقان، قد يقع منهم مثل هذا العمل موقعا تراح له نفوسهم،
12
وتصبو إليه أفئدتهم، لا من جهة عرضه هذا العرض المستطرف - وأستغفر الله - فحسب، ولكن لهذا، ولما تضمنه من فكر وآراء هي نتاج التجاريب، وثمار الاطلاع والبحث والتنقيب، يظاهر ذلك حق صراح، وصدق صادق محض براح
Página desconocida