وأما قوله: ((تكثرن اللعن وتكفرن العشير)) فكفرانهن لإحسان المعاشر لهن من قريب أو زوج لا يشكرن على حسنه سريع جحودهن لذلك عند غيظهن وكثير منهن إنما تقول الزور وتبهت المسلمين، فكل ذلك يوجب لهن النار ولمن فعل فعلهن من الأشرار.
وأما اللعن فهو لعنهن للمسلمين وظلمهن بذلك لهم؛ لأن اللعنة لا
تقع إلا على ظالم، وإذا فعل بما حكم به على الظالمين وقيل به في الصالحين [كان ذلك وزرا عند رب العالمين](1).
[معنى حديث في المتشبع بما لا يملك أنه كاللابس ثوبي زور]
وأما ما روي عنه صلى الله عليه في المتشبع بما لا يملك أنه
كاللابس ثوبي زور، فهذا حديث لن نسمع به عنه، وإن كان حقا فإنما يخرج تأويله على من تشبع بما لا يملك على نفسه أو على غيره كان في ذلك مبطلا؛ لأن صاحب ثوبي الزور مأثوم معذب عند الله سبحانه مأزور، والزور فليس هو يلبس وإنما هو مثل ينسب صاحبه إذا فعل ذلك إلى [572] لبسه.
[معنى كي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسعد بمشقص]
وسألت: عن كي رسول الله صلى الله عليه لسعد بمشقص في أكحله حتى حسمه، فقلت: ما معنى ذلك.
قال: معناه أن السهم لما أصاب سعدا في أكحله حسمه رسول الله
صلى الله عليه بحديدة سهم محماة وهو يسمى نصل السهم ويسمى مشقصا، ومعنى حسمه فهو قطع ما كان يسيل منه من الدم.
[معنى حديث: الغيرة من الإيمان]
وسألت: عن معنى حديث رسول الله صلى الله عليه: ((الغيرة من الإيمان، والمذال من النفاق))(2)، فقلت: ما معنى ذلك؟
Página 70