[في معنى حديث: ((الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة))] وأما ما روي عن رسول الله صلى الله عليه في الصوم في الشتاء وما ذكر أنه غنيمة باردة فإنما معنى غنيمة باردة أي هبة يؤجر صاحبها ويثاب، فكان ذلك له غنيمة بلا عطش ولا تعب؛ لأن الشتاء أهون صياما من الصيف وأسهل لقصر الأيام وبرد الهواء والصيف طويل الأيام شديد الحر والسمائم والصيف يتعب فيه الإنسان ويصدا، فهذا معنى الحديث.
[وأما ما سألت عنه مما روي عن رسول الله صلى الله عليه في
النساء فقد نفذ إليكم جوابها في مسائلكم الأولى](1).
[في معنى الوليمة]
وسألت: عما روي عن رسول الله صلى الله عليه أنه أمر عبد الرحمن يولم عند تزويجه ولو بشاة، فقلت: ما معنى الوليمة؟ وما أراد النبي عليه السلام بقوله: ((أولم))؟
فأراد صلى الله عليه بقوله: ((أولم)) دلالة منه على مكارم
الأخلاق والفعال الجميل، والوليمة فهي الدعوة أن يدعو الرجل الجماعة فيأكلوا عنده، فهذا معنى الوليمة.
[في معنى قول عبد الرحمن أنه تزوجها بنواة من ذهب وتفسير النوى]
وأما قول عبد الرحمن أنه تزوجها بنواة من ذهب فالنوى يختلف، منه نوى التمر ونوى المقل ونوى الأشجار ومثل الفرسك وغيره، وكل هذا يدعى النوى وعجما.
فإن كنت سألت عن نوى الفواكه فذلك كبار يكون فيه دنانير، وإن
كنت أردت نوى التمر فلو عملت نواة من ذهب على مقدار نواة التمر كانت أكثر من دينار والنكاح فلا يجوز إلا بعشرة [565] دراهم فصاعدا.
[في عدم صحة حديث عائشة أنه (ص) أخذ بيدها وأشار إلى القمر وقال: ((تعوذي من هذا...))]
وسألت: عن الحديث الذي روي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه أخذ بيدها وأشار إلى القمر فقال: ((تعوذي بالله من هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب))(2)، فقلت: ما معناه؟
Página 60