[معنى حديث أن الله يحب معال الأمور...]
وأما الحديث الذي يروى ((أن الله سبحانه يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها))(1) فذلك صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو موجود في كتاب الله عز وجل فالأمور العالية من الأفعال التي يحبها الله فمنها الجهاد في سبيله، ومنها الإنفاق في سبيله، ومنها إطعام المساكين والرفق بالأيتام والمستضعفين، ومنها الزجر عن معاصي رب العالمين وصيانة النفس عن مجالسة السفهاء والترك لطريق(2) الأرديا وهي كثيرة لو عددنا وشرحناها لطال شرحها، وقليلها يدل على كثيرها وهو مجزي عن شرح آخرها، قال الله سبحانه: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}[آل عمران:104]، فذكر أنهم إذا قاموا بهذه الصفة أنهم من المفلحين، ثم قال: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}[فصلت:33]، فحمد من قال ذلك ودعا إليه وأثنى الله سبحانه عليه، ثم قال: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما(72)والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا(73)والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}[الفرقان:72-74] فهذه الأفعال السنية التي أثنى الله علي فاعلها، ومن الأخلاق المحمودة عند الله عز وجل كظم الغيظ وحسن العفو والمكافأة بالحسن على القبيح، قال الله سبحانه: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}[آل عمران:134].
Página 47