بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم، فالهذلي يقرأ: (عتى حين) يريد (حتى حين) لأنه هكذا يلفظ بها ويستعملها. والأسدي يقرأ: (تِعلمون) و(تِعلم) و(تِسود وجوه) و(ألم إعهد إليكم). والتميمي يهمز، والقرشي لا يهمز .. (١)
قلت: وليس المقصود بالأحرف السبعة في الحديث أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، إذ لا يوجد ذلك إلا في كلمات يسيرة، وإنما المقصود كما قال الحافظ أبو عمرو الداني: إما على سبعة أوجه من اللغات، أو أنه سمّى القراءات أحرفًا على طريق السعة (٢).
ولا يجوز أن يراد به القراء السبعة المشهورون؛ لأن هؤلاء السبعة لم يكونوا خلقوا ولا وجدوا، وأول من جمع قراءتهم ابن مجاهد في المائة الرابعة.
وقال ابن الجزري ﵀ بعدما ساق كلامًا كثيرًا عن الأحرف السبعة: وإنما أطلنا هذا الفصل لِمَا بلغنا عن بعض من لا علم له، أن القراءات الصحيحة هي التي عن هؤلاء السبعة، وأن الأحرف السبعة التي أشار إليها النبي ﷺ هي قراءة هؤلاء السبعة، بل غلب على كثير من الجهال أن القراءات الصحيحة هي التي في الشاطبية والتيسير، وأنها هي المشار إليها بقوله ﷺ:
"أنزل القرآن على سبعة أحرف"، حتى إن بعضهم يطلق على ما لم يكن في هذين الكتابين أنه شاذّ .. وربما كان كثير مما لم يكن في الشاطبية والتيسير وعن غير هؤلاء السبعة أصح من كثير مما فيهما (٣) ..
هذا والقراء المشهورون الذين تواترت قراءاتهم، وتلقتها الأمة بالقبول والصحة، والذين سوف تأتي تراجمهم في مواضعها من هذا الكتاب إن شاء الله هم:
_________
(١) تأويل مشكل القرآن ٣٨ - ٣٩.
(٢) النشر ١/ ٢٣.
(٣) النشر في القراءات العشر ١/ ٣٦.
1 / 26